عيون المجلس سياسية ،اقتصادية ،اجتماعية ،ليبرالية شاملة
ريهام عبدالفتاح
..قديما قالوا لنا ان الأدب فضلوه عن العلم …وإنما الامم الأخلاق ما بقيت ..فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا….وفي ظل التغيير الوزاري الذي طال بعض الحقائب الوزارية من ضمنها وزارة التربية والتعليم…-لاأدري شيئا عن أي تربية يتحدثون وفيما الحقيقة لدي شك كبير في قصة التعليم– يعقد البعض امالهم الكبيرة وتوقعاتهم ؟ المتفائلة….فالوزير الجديد علي مايبدو انه رجل كفء مستنير عمل مديرا لمكتب اليونسكو الإقليمي للعلوم والتكنولوجيا فضلاً عن كونه عميداً لإحدي كليات الجامعة الأمريكية بالقاهرة.. أي انه خارج منظومة الموظفيين العموميين بشكل خاص والحقيقة انني وبشكل شخصي أشعربإيجابية و تفاؤلا ورجاءً اذاء تقلد هذا الرجل للمنصب الوزاري ..واتعشم ان يكون وش السعد والخير علي هذا الملف الشائك والمحبط في ذات الوقت…الا انني كمواطنة مصرية وكسيدة تعمل في مجال التعليم منذ خمسة عشر عاما أتوسل بكل ما أوتيت من قوة للوزير الجديد بان يولي ملف التربية اهتماما خاصا…فكل مشاكل التعليم …بل كل مشاكل الأمة تنبع من فشلنا الذريع والمرعب في تربية ابنائنا …والاهتمام فقط بإرسالهم إلي المدارس واعطائهم الدروس الخصوصية والصرف علي شراء مستلزمات التعليم من كتب وأقلام وأدوات مدرسية….فالذي ينظر الي طوابير المواطنين أمام المكتبات في كل أحياء مصر عند بدء العام الدراسي ووسطه وكم المبالغ التي تصرف علي الشراء من هذه المكتبات…يعتقد اننا في دولة نوابغ وعباقرة واننا احدي الدول الرائدة في مجال التعليم….للاسف يا سادة نحن في ذيل قائمة الدول عالميا عندما نتحدث عن التعليم… التعليم .. اذا ماذا عن التربية ؟!! التربية هي تلك المبادئ والأسس والأخلاق التي يتفق عليها المجتمع …والتي تجعل من الإحترام والأمانة والصدق والحق وإحترام القانون ثوابت لا تتغير ولا وجهة نظر فيها…التربية أو عدمها هو ما يشكل الفرق كل الفرق في سلوكيات الأفراد والجماعات والأمم….فالأب الذي يدفع مبلغا شهريا ليشتري به المعلم الذي يعطي إبنه درسا خاصا ليغير من درجاته الشهرية من باب إطعم الفم تستحي العين…..والأم التي تحث ابنها علي ان يهين معلمه او معلمته او لا ينصاع لأوامرهم لانه بيتعلم عندهم بفلوسه…..وهؤلاء الذين يدفعون المبالغ الطائلة لشراء الإمتحانات لأولادهم حتي يضمنوا نجاحهم ….وهذا المعلم الذي يبيعهم الامتحانات ….وتلك المعلمة التي تستخسر الشرح في الفصل وتوفر مجهودها للدرس الخصوصي ….كل هؤلاء يجب ان يلقي بهم في مصحات نفسية ولا اقول إصلاحيات أو سجون…..كل ذلك وغيره يجعل من المنظومة التعليمية المصرية شيئا مرعبا…ويضر بصالح الطلاب ضررا بالغا… فأصبحوا بلا … بلا تربية ولا تعليم طبعاً .. بل دعونا نذهب الي أبعد من ذلك ….ولنقل ان الموظف الفاسد والمرتشي …والخائن والجاسوس …والمتطرف والتكفيري …والداعر والفاسق …والمدمن والمغتصب …والطبيب والمهندس والضابط والقاض والمحامي معدومي الضمير والذمة…كل هؤلاء كانوا يوما اطفالا ومراهقين في مراحل التعليم المختلفة….ونالوا قسطا كبر او صغر من التعليم العام او الخاص….بل انهم كانو يوما نواة لمستقبل مملوء بالطموح والامل ….فمالذي أدي بهم الي الإنحراف والشذوذ وإستباحة الأموال والأعراض والخروج عن النهج السلوكي الصالح….من وجهة نظري …الإجابة هي ضعف التربية او إنعدامها…بل ان كوارث يعاني منها وطننا العربي اليوم مثل الواسطة والمحسوبية والفساد والارهاب ليست مشاكل تعليم او فقر فقط….فاسامة بن لادن مهندس ثري يمتلك العلم والمال معا …وايمن الظواهري طبيب ابن طبيب تمتلك عائلته مشفاهم الخاص….ومعظم الفسدة من القطط السمان حصل بعضهم علي اعلي الدرجات العلمية من ماجستير ودكتوراة…اذا اين يكمن الخلل؟! الخلل يا أعزائي في التربية….في مجموعة المبادئ والقيم والمثل التي تربي عليها هؤلاء وهم صغار … التربية هي كلمة السر ….والحل الذي لا مناص منه اذا أردنا مجتمعا مختلفا عن ذلك المستنقع الذي نغوص فيه جميعا صالحون وفاسدون علي حد سواء.. معالىالوزير…أستحلفك بكل ماهو غالي وثمين …بشرف هذا الوطن الذي بات علي المحك…ان كنا فقراء حقا في الموارد والكفاءات والأموال….وهو أمر غير صحيح بالمرة…فلا يجب ان نكون فقراء الأخلاق والذوق والمبادئ….أنت مسئول عن أهم شئ في هذا الوطن وهم المادة الخام للمستقبل…في رقبتك شرف هذه الأمة ومستقبلها لعامين أو ثلاثة أو أربعة – وربما كان لك حظ فتحي سرور أو حسين كامل بهاء الدين- إهتم بتربية أولادنا ومعلميهم وكل من يتعامل معهم…ضع نصب عينيك أسم وزارتك وقدم التربية علي التعليم….فاذا إنصلحت التربية والأخلاق صلح معها التعليم والحياة لا محالة ..
….
