عيون المجلس سياسية ،اقتصادية ،اجتماعية ،ليبرالية شاملة
كتب: أحمد شعبان
في خطوة غير متوقعة، أعلن الكاتب يوسف زيدان، اليوم الأحد، عن استقالته من مؤسسة “تكوين الفكر العربي”، بعد شهر ونصف فقط من تأسيس المؤسسة التي أثارت الجدل في الشارع المصري.
يوسف زيدان يستقيل من تكوين بعد خلافات عدة ويتفرغ للكتابة
قرار الاستقالة
في منشور على صفحته الرسمية على موقع فيسبوك، كتب زيدان: “أحيطكم علما بأنني بعد معاناة وطول تفكير، قررت الخروج من مؤسسة تكوين والاستقالة من مجلس أمنائها واجتناب أي أنشطة أو فعاليات ترتبط بها”. وعلل زيدان استقالته برغبته في تخصيص وقته للكتابة، معتبرًا أن الكتابة هي التي تدوم وربما تثمر في الواقع العربي المعاصر، الذي وصفه بأنه وصل إلى حد مريع من التردي.
رد مؤسسة “تكوين”
في بيان لها، شكرت مؤسسة “تكوين الفكر العربي” الدكتور يوسف زيدان على مساهماته البناءة في تأسيس المؤسسة ووضع لبناتها الأولى. وأكدت المؤسسة احترامها لقرار زيدان بالتنحي، مشيرة إلى الضغوطات والهجمات التي تعرض لها هو والمؤسسة في الفترة الأخيرة.
وأضافت المؤسسة أنها ستواصل جهودها للارتقاء بوعي المواطن العربي ونشر قيم التسامح والحوار في ظل انتشار خطابات الكراهية والتكفير، مؤكدة أنها لن تنصاع لخطابات التهديد والترهيب.
مساهمات زيدان في تكوين
كان يوسف زيدان من منشئي مؤسسة “تكوين الفكر العربي” التي تهدف – في زعمها – إلى ترسيخ مبادئ الحوار والتسامح ونشر التثقيف في العالم العربي، وتعزيز وعي المواطن العربي والارتقاء بمستوى النقاش الفكري، مستلهمة نهج محدثين مثل محمد عبده، وطه حسين، وفرج فودة.
الخلافات الفكرية داخل المؤسسة
لم تكن استقالة زيدان مفاجئة تمامًا للبعض، فقد سبق وأعرب عن وجود اختلافات فكرية بينه وبين أعضاء مجلس الأمناء، مثل إسلام بحيري وإبراهيم عيسى. وأوضح زيدان أنه يختلف مع إبراهيم عيسى حول مسألة العلمانية، حيث يعتبرها غير مناسبة للمجتمعات العربية، مؤكدًا على ضرورة إيجاد صيغة أخرى تلائم المجتمع العربي.
خلافه مع إسلام بحيري
زاد خلاف زيدان مع إسلام بحيري بعدما عبر عن انزعاجه من آراء بحيري حول الإمام البخاري والإمام أحمد بن حنبل، وهو موقف معلن لزيدان منذ زمن. ومع ذلك، أشار زيدان إلى أن ما يجمع أعضاء المؤسسة هو الليبرالية بمعنى التفكير الحر والمنطلق.
تهديد سابق بالانسحاب
كان زيدان قد هدد بالانسحاب من المؤسسة في وقت سابق إذا أقيمت مناظرة بين إسلام بحيري والداعية عبد الله رشدي، موضحًا أن المناظرات الدينية أثبتت عدم جدواها على مدار السنين. كما رفض زيدان دعوة الشيخ أسامة الأزهري لعقد مناظرة كبرى مع أعضاء المؤسسة، مفضلًا مناقشة الأزهري بشكل فردي وبعيدًا عن وسائل الإعلام.
أزمة تصريحاته عن طه حسين
تعرض زيدان لموجة من الانتقادات بعد المؤتمر التأسيسي للمؤسسة، الذي عقد بالمتحف المصري الكبير، عندما وجه سؤالًا للباحث السوري فراس السواح حول من هو الأفضل بينهما وبين طه حسين. أثار هذا التصريح غضبًا واسعًا، فرد زيدان بأنه كان يمزح ولم يقصد الانتقاص من قيمة عميد الأدب العربي طه حسين.
تأتي استقالة يوسف زيدان من مؤسسة “تكوين الفكر العربي” بعد سلسلة من الخلافات الفكرية والهجمات التي تعرض لها، مما جعله يفضل التركيز على الكتابة والتفرغ لها. تظل مؤسسة “تكوين” ملتزمة بأهدافها الرامية إلى نشر التثقيف والحوار في العالم العربي، معبرة عن شكرها وامتنانها لمساهمات زيدان البارزة في تأسيسها.
