عيون المجلس سياسية ،اقتصادية ،اجتماعية ،ليبرالية شاملة
إسراء محمد
..أول مراحل حياتنا بعد الولاده ودخول المدرسه نقدر نسميها مرحلة الغيبوبه. وبتشمل برضه هجرتنا لكوكب المريخ في وقت الثانويه العامه لحد مانوصل بالسلامه لكوكب الارض الشقيق فى الجامعة.إحنا بنكون فعلا في غيبوبه وكل حاجه بتحصللنا بتتخزن لاشعوريا جوانا، بناكل ونشرب وننام وبنحط أهداف والله، بس أقصاها إننا نطلع الأوائل أو ننجح أو نكسب ماتش كورة وغيرها من أهداف الزمن الجميل .
لحد ما بنوصل لمرحله الكليه والتعليم العالي ،هو إحنا بنفضل في نفس الغيبوبة برضه سنة أولى جامعه ،ده أكيد يعني. بتكون سنة بعنوان (شاهد مشافش حاجه) ، وفي الحقيقه هو ماشافش ولا سمع ولا فهم أي حاجه خاااالص. ماهو معذور بصراحه بالنسباله مجتمع الجامعه جديد وناس جديده ومواد جديده وحياة مختلفه كليا، بيحس وقتها بالخدعه اللي كلنا اتخدعناها وهي الحرية بقى والفسح والتنطيط واللعب . وياعيني بيتفاجأ أن الواقع مش زي الافلام.
وتيجي أهم مرحلة في حياة كل واحد فينا. تقريبا هي اللي بتحدد المصير. الله أعلم بتبقى إمتى بالظبط بس ممكن سنة تانية او تالته او بعد الكليه أصلا ،كل واحد وقدراته بقى.
مرحلة ما بعد الغيبوبة .بتبدأ عندها تفوق وتسأل لأول مرة عن كل حاجه حواليك. فجأه الضلمه بتحسها وبتبقى عايز تقلبها نور. فجأة بتكتشف إنك كنت في غيبوبه وكنت لابس نضارة في عينيك، وفي اللحظه اللي بتقرر فيها تقلع النضارة وتشوف بجد الدنيا وتفهم الحياة، بتيجي الصدمة.
الصدمة بتكون اللحظه الحاسمة. عندها بيبقى في مفترق طرق. وانت اللي بتختار انهي طريق هتمشي فيه.عشان كده بنلاقي الشباب فجأة أنتموا لأحزاب سياسيه او دينيه او فجأه عايزين يبقو في الالتراس او ينتموا لأي مجتمع هم حاسين إنه بيعبر عنهم. الصدمة ممكن تجننك وممكن تعقلك. بتبدأ تبحث وتدور وتسأل وتستفسر عن ما وراء المعنى كمان . بتبدأ تكتشف الدنيا بجد بما فيها من اهلك وصحابك وناسك ومجتمعك ولو انت صادق جدا مع نفسك ممكن توصل لأسئله أعمق من كده بكتير زي دينك مثلا. بتحس وقتها انك كل ما تعرف لسه مش عارف، وإن الأشياء ليست كما تبدو إطلاااقا. وقتها بتبني أهداف بجد و بتعرف نفسك اكتر، بتحدد أنت عايز إيه؟ وأنت هنا ليه؟ وإيه دورك؟. وساعتها إعرف إنك مشيت في الطريق الصح مادام قرأت وحللت وسألت وجربت.
أما غيرك اللي لما يفوق من الغيبوبه ويقرر يمشي في الطريق التاني بيبقى بيستسهل. بيقلع النضارة يلاقي حاجات كتير إتغيرت، يتصدم ويتخض، يقوم لابسها تاني. ويقول لا مليش دعوة خليني زي ما أنا مليش هدف ولا دور . أسأل ليه وأحلل إيه بس؟ بلا وجع دماغ خليني عايش وخلاص. وزي ده وغيره كتير للأسف بيكون عالة على المجتمع لأنهم حتى لو اشتغلو مش هيكونوا بكفائة الناس المنتجه اللي محدده هدفها وعايزة توصله. الناس اللي بتعمل اللي بتحبه، الناس اللي بتجرب كل يوم، الناس اللي مش بتيأس، الناس الصادقه مع نفسها ومع ربها.
مابعد الغيبوبه والصدمه بتكون وقتها رأي وبعده القرار. وأنت الوحيد المسؤول عنه وأنت حر عايز تفوق من غيبوبة الطفولة والمدرسه وتنتج وتبقى شخص مسئول ،او تفضل فيها عايش ميت بياخد اللي محتاجه من المحاليل ويفضل نايم مابيفدش حد ولا حتى نفسه.
