إيران وحزب الله يعدان برد قاسٍ على اغتيالات قادة المقاومة

كتبت: سماح علي حامد

توعد مسؤولون إيرانيون إسرائيل برد انتقامي غير متوقع ردا على الاغتيالات التي استهدفت القيادي العسكري البارز في حزب الله فؤاد شكر، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية خلال زيارته طهران.

وحذرت البعثة الدائمة الإيرانية لدى الأمم المتحدة من أن رد حزب الله على اغتيال إسرائيل لأحد كبار قادته فؤاد شكر في إحدى ضواحي العاصمة اللبنانية بيروت يوم الثلاثاء، قد يؤدي إلى قيام إيران بمهاجمة أهداف مدنية وعسكرية أوسع وأعمق داخل إسرائيل.

ونقلت شبكة سي بي إس الأميركية عن متحدث باسم البعثة قوله: “حتى الآن، التزم حزب الله بحدود معينة في عملياته العسكرية.. نتوقع أن يختار حزب الله في رده أهدافا أوسع وأعمق، ولن يقتصر على الأهداف والوسائل العسكرية فقط”. وعندما سُئل عن توضيح مكان وجود هذه الأهداف، قال إنها ستكون داخل الأراضي الإسرائيلية.

مرحلة جديدة

وحذر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله يوم الخميس من أن إسرائيل تجاوزت الخطوط الحمراء وأن الصراع دخل مرحلة جديدة، مضيفا أن الرد سيأتي سواء على نطاق واسع أو بشكل متزامن. ووفق تقديرات سي بي إس يمتلك حزب الله ترسانة تتألف من 150 ألف صاروخ وقذيفة، بما في ذلك بعض الصواريخ ذات المدى الطويل والتي لديها مجتمعة القدرة على التغلب على نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي القبة الحديدية، ويمكن أن تضرب عمق الأراضي الإسرائيلية.

ووفقا لمسؤول دبلوماسي تحدث إلى “وول ستريت جورنال” تستعد إسرائيل والولايات المتحدة لضربة انتقامية إيرانية غير متوقعة على إسرائيل في نهاية هذا الأسبوع. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي إيراني، أطلعته حكومته على التطورات، قوله إن المحاولات التي تبذلها بلدان مختلفة لإقناع طهران بعدم التصعيد كانت ولا تزال بلا جدوى في ضوء الهجمات الإسرائيلية الأخيرة. وأضاف الدبلوماسي: “لقد تجاوزت إسرائيل كل الخطوط الحمراء. وسيكون ردنا سريعا وثقيلا”.

الخطوط الحمراء

واعتبر زعيم حزب الله حسن نصر الله، الذي تحدث يوم الخميس في جنازة شكر، أن الاغتيال نقل الصراع إلى مرحلة مختلفة من التصعيد. وأضاف: “لا تعرفون ما هي الخطوط الحمراء التي تجاوزتموها، لقد دخلنا مرحلة جديدة مختلفة عن المرحلة السابقة”.

وفي رسالة إلى الأمين العام لحزب الله في لبنان حسن نصر الله أعرب رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف عن تعازيه لمقتل فؤاد شكر. وقال قاليباف: “دماء هذا الشهيد وغيره من الشهداء ومجاهدي جبهة المقاومة ستوفر الأرضية لتحرير الأراضي المحتلة وإنهاء عدوان هذا النظام المجرم”.

بدوره، قال نائب منسق فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، على هامش مراسم تشييع جثمان ميلاد بيدي صباح اليوم السبت: “إن دماء هؤلاء الشهداء الطاهرة ستبقى إلى الأبد وستنتقم لهذه الدماء من العدو الصهيوني”. ميلاد بيدي، المستشار العسكري الإيراني من عناصر قوات فيلق القدس، الذراع الخارجية للحرس الثوري، كان يقيم في مكتب التنسيق التابع للحرس الثوري وحزب الله في الضاحية الجنوبية.

وفي السياق ذاته، أكد نائب الرئيس الإيراني السابق محمد مخبر أن إسرائيل ستتلقى صفعة شديدة لاستهداف مواطنين إيرانيين وضيف طهران إسماعيل هنية وقيادي حزب الله فؤاد شكر.

كانت هذه التصريحات والتحذيرات قد جاءت عقب تصاعد التوترات في المنطقة بشكل غير مسبوق، حيث أعرب المسؤولون الإيرانيون عن استعدادهم للرد بقوة على الاغتيالات التي استهدفت قادة من حماس وحزب الله. هذه الاغتيالات أثارت مخاوف من تصاعد الأعمال العسكرية وتوسع دائرة الصراع ليشمل مناطق أوسع وأهدافا أكثر حيوية داخل إسرائيل.

في هذا الإطار، تظل التحذيرات الإيرانية مستمرة، وسط ترقب دولي لما ستؤول إليه الأمور في الأيام القادمة، وما إذا كانت التحركات العسكرية ستشهد تصعيدا جديدا يغير موازين القوى في المنطقة.