زيف ادعاءات الجيش الإسرائيلي بشأن القضاء على حماس

كتب: أحمد شعبان

كشفت دراسة نشرتها شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأميركية، الإثنين، بالتعاون مع مشروع التهديدات الحرجة التابع لمعهد “أميركان إنتربرايز” (سي تي بي)، ومعهد دراسات الحرب بالولايات المتحدة (آي إس دبليو)، أن حديث الجيش الإسرائيلي بشأن قرب تحقيق نصر كامل على حماس في قطاع غزة هو “ادعاء كاذب”. وأشارت الدراسة إلى أن حركة حماس تعيد بناء قواتها من جديد على الرغم من العمليات العسكرية الإسرائيلية.

تصريحات نتنياهو وتناقضها مع الواقع

في مطلع شهر يوليو الماضي، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الجيش الإسرائيلي اقترب من مرحلة القضاء على قدرات حماس العسكرية في غزة. إلا أن الدراسة الجديدة تلقي ظلالًا من الشك حول صحة هذه التصريحات، مستندة إلى بيانات عسكرية صادرة عن الجيش الإسرائيلي وحركة حماس، بالإضافة إلى مقابلات مع خبراء وشهود عيان، ومقاطع مصورة.

قدرات حماس العسكرية: إعادة بناء مستمرة

أوضحت الدراسة أن الجناح العسكري لحركة حماس يتكون من 24 كتيبة منتشرة في أنحاء قطاع غزة، وقد تمكن الجيش الإسرائيلي من تدمير 3 كتائب فقط منها. وأشارت إلى أن 8 كتائب لا تزال فعالة في القتال ضد الجيش الإسرائيلي، وتستخدم أساليب وأسلحة متطورة، بينما انخفضت القدرات القتالية لـ13 كتيبة لكنها لا تزال قادرة على تنفيذ هجمات أصغر على غرار حرب العصابات.

تصريحات الخبراء وتحليلاتهم

قال بريان كارتر، مدير ملف الشرق الأوسط في معهد “سي تي بي”: “يقول الإسرائيليون إنهم طهروا مناطق في قطاع غزة، لكنهم لم يهزموا هؤلاء المقاتلين على الإطلاق. حماس مستعدة للقتال وتريد القتال”. ونقلت “سي إن إن” عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن كتائب حماس في وسط غزة هي الأقل تضررًا، وتحتجز غالبية الرهائن المتبقين.

المقاومة والتجدد

توصلت دراسات مركز دراسات الحرب والسلام ومعهد دراسات الحرب وشبكة “سي إن إن”، إلى أن الكتائب الـ16 في وسط وشمال غزة “أعادت تشكيل نفسها على أفضل نحو”. وقد نجحت 7 من هذه الكتائب الـ16 في إعادة بناء نفسها مرة واحدة على الأقل خلال الأشهر الستة الماضية. أما طبيعة الكتائب الـ8 في جنوب غزة فغير واضحة بسبب الافتقار للبيانات الموثوقة.

دور الحملة العسكرية الإسرائيلية

قال خبراء عسكريون أميركيون لـ”سي إن إن” إن “حملة القصف العنيفة وغياب خطة ما بعد الحرب، ساعدت في تحفيز حماس على الانتعاش”. وأشارت الدراسة إلى أن ما جرى في مخيم جباليا يعكس قدرة حماس على إعادة بناء قواتها بعد قصف إسرائيلي مكثف استمر لمدة 3 أشهر، إذ قوبلت محاولة اقتحامه بمقاومة عنيفة من 3 كتائب.

تقييم الوضع الراهن

قال العقيد المتقاعد في الجيش الأميركي بيتر منصور: “إذا تم تدمير كتائب حماس فلن تستمر القوات الإسرائيلية في القتال، لكن إسرائيل لا تزال تحاول استئصال كتائب حماس من غزة، مما يكشف أن نتنياهو مخطئ”، مضيفًا أن “قدرة حماس على إعادة تشكيل قواتها لم تتضاءل”. ونقلت “سي إن إن” عن ضابط في الجيش الإسرائيلي قوله: “كلما تظهر حماس رأسها ندخلها. لا يمكن لهذا أن يستمر للأبد. مجتمعنا غير مبني لهذا والمجتمع الدولي كذلك”.