عيون المجلس سياسية ،اقتصادية ،اجتماعية ،ليبرالية شاملة
كتبت: زينب محمد
في محاولة لإنقاذ اتفاق جدة بين طرفي الصراع الدامي في السودان، تستضيف القاهرة هذا الأسبوع جولة جديدة من المفاوضات بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بزعامة محمد حمدان دقلو (حميدتي). يهدف اللقاء إلى تخفيف آثار الحرب المستعرة منذ 16 شهراً، في حين تستمر مفاوضات أخرى برعاية أمريكية في جنيف.
تأتي هذه المبادرة وسط تعثر مستمر في المباحثات، إذ يعود هذا التعثر إلى أسباب داخلية مرتبطة بتطورات الوضع الميداني وأخرى خارجية تتعلق بالأدوار التي تلعبها الدول المتدخلة.
منذ مايو 2023، انطلقت مفاوضات في جدة بدعوة من السعودية والولايات المتحدة لوقف إطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية. ورغم إجراء جولتين، توقفت المفاوضات في يونيو بسبب “الانتهاكات الجسيمة” للتهدئة.
وبعد توقف دام 5 أشهر، استؤنفت المفاوضات في أكتوبر 2023 دون الوصول إلى اتفاق نهائي، ما دفع واشنطن لدعوة الطرفين إلى جولة جديدة من المفاوضات في سويسرا.
في الوقت الذي تسعى فيه هذه المفاوضات إلى توسيع نطاق المساعدات الإنسانية، تعيق الخلافات الداخلية والخارجية تحقيق تقدم ملموس. من بين أبرز نقاط الخلاف تحفظ الحكومة السودانية على دعوة واشنطن للمحادثات في جنيف، إضافة إلى الاختلاف حول طبيعة المشاركين.
التدخلات الخارجية تزيد من تعقيد الوضع، حيث تتهم الإمارات بدعم قوات الدعم السريع، بينما تميل مصر لدعم الجيش السوداني. كما تعزز إيران وروسيا من دورهما في النزاع السوداني من خلال دعم الأطراف المتصارعة.
