خبراء يحذرون من أن اللقاحات قد لا توفر حماية كاملة ضد سلالة جدري القرود الجديدة المميتة

كتبت: أنوار محمد

أعرب خبراء الصحة عن قلقهم من أن اللقاحات الحالية قد لا تكون فعالة في الحماية من سلالة جديدة أكثر فتكًا من جدري القرود، والتي تنتشر بسرعة. وفقًا للبروفيسورة ماريون كوبمانز، مديرة مركز الأوبئة والكوارث في مركز إيراسموس الطبي في هولندا، لا يزال من غير الواضح كيف سيتفاعل فيروس السلالة الجديدة 1ب مع اللقاحات المستخدمة حاليًا، والتي كانت فعالة إلى حد ما في مواجهة تفشي سلالة clade 2 الأكثر اعتدالًا خلال عام 2022.

وأضافت كوبمانز أن اللقاحات المستخدمة حاليًا لم تُختبر بعد ضد السلالة الجديدة الأقوى التي انتشرت في أفريقيا والتي تم رصدها مؤخرًا في أوروبا وآسيا. وأشارت إلى أنه على الرغم من استخدام اللقاحات أثناء تفشي المرض، لم يتم تحديد مدى فعاليتها بشكل دقيق.

كما أشار البروفيسور ديمي أوجوينا، خبير الأمراض المعدية بجامعة دلتا النيجر، إلى أن هناك تحديات في طرح اللقاح المحتمل في أفريقيا، مع عدم اليقين بشأن ديناميكيات انتقال العدوى وعوامل الخطر المرتبطة بمرض جدري القرود في أجزاء مختلفة من القارة. وأكد على أن الفعالية الكاملة للقاح لا يمكن ضمانها.

من جهة أخرى، صرح البروفيسور بلاسيد مبالا كينجبيني، الخبير في علم الأوبئة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، أن اللقاحات تظل “أفضل أداة” متاحة لمكافحة تفشي المرض، على الرغم من عدم توفر كافة البيانات المتعلقة بفعاليتها.

وأشار الخبراء إلى أن السلالة الجديدة من جدري القرود أشد فتكًا من السلالة الخفيفة التي انتشرت في أكثر من 12 دولة في عام 2022، حيث تقتل السلالة الجديدة حوالي واحد من كل 20 بالغًا، وترتفع معدلات الوفيات بين الأطفال إلى واحد من كل 10.

وقد تم اكتشاف حالات من السلالة الجديدة في السويد وتايلاند مؤخرًا، مما يشير إلى وصولها إلى كل من أوروبا وآسيا. في الوقت نفسه، حذرت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة من أن السلالة الجديدة قد تكون موجودة بالفعل في بريطانيا.

منظمة الصحة العالمية أكدت حاجتها إلى أكثر من 66 مليون جنيه إسترليني (87 مليون دولار) على مدى 6 أشهر لمواجهة تفشي جدري القرود الحالي، حيث يعتبر جدري القرود مرضًا يتسبب عادة في آفات متكتلة، وقد يؤدي في بعض الحالات إلى مضاعفات خطيرة تهدد الحياة.