كتبت: سماح علي حامد
أكد وزير الخارجية السوري بسام صباغ، يوم الاثنين، أن كافة المحاولات لمنع سقوط نظام الرئيس بشار الأسد باءت بالفشل، مشيرًا إلى أن الجيش السوري تخلى عن مواقعه في ظل التطورات المتسارعة على الساحة السورية.
وأوضح صباغ، في تصريحات خاصة لقناة “العربية”، أنه لم يكن جزءًا من الاجتماعات التي عقدها الأسد مع المسؤولين الروس والإيرانيين، ولم يتلق أي طلب رسمي من أي دولة يدعو الأسد إلى التنحي عن منصبه. وأضاف أنه عرض على الأسد مبادرة لإطلاق عملية سياسية في البلاد، لكنه لم يبدِ أي تعليق على المبادرة، مؤكدًا أن إطلاق العملية السياسية كان يجب أن يحدث منذ سنوات لتجنب الانهيار الحالي.
وشدد وزير الخارجية على ضرورة احترام سيادة ووحدة الأراضي السورية في جميع المحافل الدولية، وخاصة أمام مجلس الأمن.
تطورات دراماتيكية
شهدت سوريا، فجر الأحد، تطورات غير مسبوقة مع دخول قوات المعارضة السورية إلى العاصمة دمشق، وإعلان مغادرة الرئيس بشار الأسد البلاد بعد تركه منصبه. ووفقًا لوزارة الخارجية الروسية، أصدر الأسد تعليمات بإجراء عملية نقل السلطة سلميًا.
مرحلة انتقالية جديدة
في سياق متصل، أعلن رئيس الحكومة السورية محمد الجلالي استعداده للتعاون مع القيادة التي سيختارها الشعب السوري، في حين أصدر قائد “هيئة تحرير الشام”، أحمد الشرع الملقب بـ”أبو محمد الجولاني”، بيانًا دعا فيه قواته إلى عدم الاقتراب من المؤسسات العامة في دمشق، مشيرًا إلى أنها ستظل تحت إشراف رئيس الوزراء حتى يتم تسليمها رسميًا.
كما عقد الشرع اجتماعًا مع رئيس الوزراء محمد الجلالي ومحمد البشير، رئيس حكومة الإنقاذ، حيث تم تكليف الأخير بتشكيل حكومة جديدة لإدارة المرحلة الانتقالية في البلاد.
مصير الأسد
من جانبه، أكد مصدر في الكرملين لوكالة “تاس” الروسية أن الرئيس بشار الأسد وأفراد من عائلته وصلوا إلى موسكو بعد منحه حق اللجوء لدواعٍ إنسانية. وأوضح الكرملين أن قرار منح اللجوء اتخذه الرئيس فلاديمير بوتين شخصيًا، نافيًا وجود خطط حالية لعقد لقاء بين الأسد وبوتين.
الوضع السوري
يضع التطورات الحالية سوريا في مرحلة مفصلية، حيث تفتح الأوضاع الراهنة المجال لإعادة صياغة المشهد السياسي في البلاد، وسط تطلعات داخلية وخارجية نحو مرحلة انتقالية تؤسس لاستقرار طويل الأمد.