رسائل للزمن ” البداية “
كتبت / نجمة عمر علي
رسائل للزمن_______________________البداية…
لحين أن..” ألقاك….وطنا،جسدا،روحا،علما،نصرا،فوزا،طيفا،أملا،موتا،حياة..
افهم….
افهمي…..
وقد لا ألقاك ….
لحين أن ألقاك انتظرني،
لحين أن ألقاك انتظريني،
بين الها هنا الها أنا ….
…إن قلت فلن تفهمي،
إن صرخت فلن تسمعي،
إن جعلتك الهامش فلن تشعري،
والهامش في دفتري لرسم القلب والوردة،
افهمي….
…حفرت في جلدي اسم وطني بالدم دققته دقا مع الوريد،
رتبتهم بخلاف عن المعهود،شوشتهم ،طلسمتهم….شفرتهم…
الوجع والدمع بلون محلولك كالليل بحروف غير متصلة حتى إن وقع جسدي في الأسر ما عرفوا هويتي فلا ينكلون بجثتي ولا يطمسون عقيدتي ويعيدون الجسد لأمي لتدفنه ولكني أخجل من دمعها….
أخجل من دمع أمي…..
افهمي…
…بين النارين أنا ….إن أحببتك سترحلين فلا حظ لي مع من أحب…..وإن تركتك سوف أندم فلا حظ لي يوم أترك الحب …
في حبك موت ،
وفي تركك موت،
فقولي كيف أحيا بلا وجع…
افهمي….
…علميني كيف أرحل ولا تعلميني كيف أختار بينك وبين الموت ففي الحالتين أنا الموت المتوقف عند عتبة المستحيل…
افهمي….
….أقف في منتصف كل شيء …..
ترحلين ويبقى اسم وطنك،
ترحلين ويبقى نورك مرتسما،
ترحلين وعيوني ترحل للسماء كل الوقت،
افهمي….
أحبك وكأنك شوارع بغداد و الشام ،
افهم….
….أغار من شوارع احتضنتك قبلي ومن غيمة ظللت ظهيرتك ومن شمس أدفأت بردك ومن ليل تسكنه النجمات ومن سماء تغطيك ومن اسم يناديك ومن بحر تصادقه ومن ذكرى تستعيدها ومن كل شيء يراك …..ومازلت أنا لا أراك…
يا عاشق ترابي وعاشق اسمي هلا أسرعت لتنجدني،
لتدفن جسدا هوى،
لتقتلع عظاما هرسوها،
لتلعن الزمن الذي أسى،
لتقبل التراب ….الثرى،
لتعثر على قبري وتنحت اسمي،
لأراك …لتراني،
لتركع وتسجد،
لأسمع صداك في دعاك،
لتلتف الروح بالروح لأتنفس الكافور،
لتزفني بثوب العروس بلون البياض ،بلون طهر الكفن،
لتزرعني النجمة في الغيم في الضحى،في النهار،
جارة الشمس ،ها أنا ….
زلزل السطر بحرف،
هشم الصمت بحبي،
دون تاريخي،
اصمت،
لا تصمت،
صمتك عار،
تلبس جلباب الوقار ؟
وأنا ها هنا ها هناك يا عاشقي أحتضر….
على عتبات محاريب العشق شنقوا الصراخ،
أخرسوني،
اعتقلوني،
ضيعوني،
دمروني،
سيجوني ،
انتهكوني،
حطموا آمال طفلي،
شردوا ساكن أرضي،
باعوا بالرخيص الغوالي،
يا حاميا هلم ،هلم لمجد الحبيبة ،لمجد الزمن….
ها قد أحببتك دون أن أراك أفلا تشتاق لتراني؟
أنا العشق فلسطين فلا تجعلني أذرف دما على الطرقات…
افهم….
….أنا الوطن المغتصب أمام عيون العاشقين الكاذبين ،
افهم…
…لا أثق في العاشقين ،مللت كل قصيدة باسم فلسطين،
افهم…
….مازلت أنتظر العاشق الفارس المغوار الراكب للجواد العربي الأصيل فيبتر جذوع الغاصبين ويجعلني عروس الأوطان ،
كأميرة تزاحم الجمال في بيروت…
…..الفهم تاه الطريق فلا هو فهم ولا هي فهمت ولا هم فهموا أن الوجع والأمل عاشقان منذ الأزل …..
الكل بين البينين ،
….بين الأنا وأنا ……والعشق هي .
ليتك وفي كوفاء الوجع للأمل…
افهم….