عيون المجلس سياسية ،اقتصادية ،اجتماعية ،ليبرالية شاملة
كتب: محمد إبراهيم
في حوار خاص مع الإعلامي عماد الدين أديب، قدم البروفيسور إتامار رابينوفيتش، المفاوض الإسرائيلي البارز والخبير في شؤون الشرق الأوسط، تحليلات معمقة حول تداعيات سقوط نظام بشار الأسد على سوريا والمنطقة، ومستقبل العلاقات الإسرائيلية مع الأطراف الفاعلة في سوريا.
سقوط النظام: عوامل داخلية وخارجية
اعتبر رابينوفيتش أن سقوط الأسد جاء نتيجة تراكمات داخلية وخارجية، أبرزها ضعف الدعم الروسي والإيراني نتيجة لانشغال موسكو بحرب أوكرانيا، والضغوط الداخلية والخارجية التي تواجهها إيران. كما أشار إلى الفساد المستشري داخل النظام السوري وتفكك الولاءات داخل الجيش، مما جعله غير قادر على الصمود أمام المعارضة المسلحة المدعومة إقليمياً.
تركيا وإيران: مصالح متشابكة
سلط رابينوفيتش الضوء على دور تركيا، التي استفادت من سقوط الأسد لتعزيز مصالحها، مشيراً إلى دعمها لفصائل المعارضة المسلحة، خاصة هيئة تحرير الشام. كما أوضح أن إيران، رغم استثمارها الكبير في سوريا، تواجه انتقادات داخلية بسبب تكلفة تدخلاتها الخارجية، مما أضعف موقفها الإقليمي.
الأمن الإسرائيلي: إيجابيات وتحديات
اعتبر رابينوفيتش أن سقوط حلفاء الأسد التقليديين يمثل تطوراً إيجابياً لإسرائيل، لكنه حذر من صعود فاعلين جدد مثل هيئة تحرير الشام بقيادة أحمد الجولاني، مما قد يخلق تحديات أمنية جديدة. وأكد أن إسرائيل تراقب التطورات عن كثب وتستعد لأي سيناريوهات باستخدام تقنيات استخباراتية متقدمة.
مستقبل غامض للمفاوضات
وحول مستقبل المفاوضات مع السلطة الجديدة في سوريا، أشار رابينوفيتش إلى أن تحقيق السلام يبدو بعيد المنال في المرحلة الحالية، خاصة مع صعود قوى غير مهتمة بالحلول الدبلوماسية.
تحولات جيوسياسية عميقة
اختتم الحوار بالإشارة إلى أن التغيرات في سوريا تتجاوز حدودها، مع تأثيرات محتملة على التوازنات الإقليمية والجيوسياسية في المنطقة. في ظل هذا الواقع الجديد، تبقى كيفية تعامل القوى الكبرى، وخاصة إسرائيل، مع هذه التحولات، مسألة محورية سترسم ملامح المستقبل القريب.
