رئيس مجلس الادارة : أحمد أحمد نور

نائب رئيس مجلس الادارة : وليد كساب

رئيس التحرير : محمد عبد العظيم

أخبار عاجلة

عن الافتقار الروحي.. الأديب طارق رضوان يكتب

بقلم: طارق رضوان


الخيال ليس بالشيء البعيد عن الحقيقة، لكنه يساعدنا على فهم الواقع والحقيقة. والخيال ما هو إلا جزء من الحقيقة. لكن أين باقي الحقيقة؟ ولصالح من يتم اختفاؤها؟

في الواقع نحن جميعًا نرى الحقيقة، ورغم أنها ثابتة لا تتغير، إلا أن كل فرد من البشر يراها حسب وجهة نظره وطبقًا لما يلائم مصلحته.

ويبقى السؤال: إذا كنا نختلف في رؤيتنا للحقيقة، فهل الحقيقة نفسها ترانا؟ للإجابة على ذلك عليك أن تعلم أن الحقيقة هي من تختار من يستحق أن يراها بوضوح أو كما يقول رجال الدين: هي نور بصيرة أقوى من نور البصر، وذلك فضل من الله يهبه لعباده الصالحين.

في حياتنا نمر بتجارب ونخطئ أحيانًا ونحتاج من يساعدنا في تصحيح مسارنا. قد نطلب المساعدة من صديق لكنه ليس له القدرة على حل ما تمر به من مشكلة، وقد نطلب المساعدة من صديق آخر أقوى من الصديق الأول، لكن تدخله قد يصلح جانبًا من المشكلة ويفسد جانبًا آخر. حتى أقرب الأقربين رغم شدة حبهم لنا تختلف قدراتهم وظروفهم عندما يحاولون مساعدتنا. لكنك بعد المزيد والعديد من التجارب لن تحتاج إلى مارد يظهر أمامك ليخبرك أن عقلك هو صديقك الوحيد الذي يمكنه إرشادك بما يتناسب مع ظروفك لحل ما تمر به من أزمات.

هكذا نلتقي في حياتنا بأشخاص كُثر. يحل بعضهم مشكلات لنا دون ضرر، والبعض سيساعدنا في حل مشكلات، لكنه سيترك أثرًا ضارًا لنا. فكلاهما يحبنا. ولذلك تذكر دائمًا أن تضع الشخص المناسب في المكان المناسب.

نلتقي في حياتنا بأشخاص أقوياء، فلا يجب أن ننخدع بقوتهم. هناك أمور لا يصلح في حلها استخدام القوة لأنها غالبًا تحتاج إلى الحكمة.

وقد يتبادر إلى أذهاننا سؤال هام وهو: لماذا لم أحقق الكثير من طموحاتي رغم أني كنت أمتلك الإمكانية اللازمة لتحقيق تلك الطموحات؟

للإجابة على هذا السؤال يجب أن نعلم أن المرء يملأ حياته بمعارف وصداقات تحتاج إلى فلترة. فالأصدقاء في حياتنا لهم دور هام، لكن من هم الأصدقاء؟ أو لماذا يحتاجون إلى تصنيف وفلترة؟ لأن هناك الصديق الذي يقوم بدور الموظف الذي يتقاضى أجره في نهاية الشهر من صاحب العمل، فوجوده كما يقال “تأدية واجب”. هذا النوع يعطيك على قدر ما سيحصد منك، فالمشاعر بينكما محسوبة بالآلة الحاسبة. وهناك صديق أو أب أو أم أو أخ أو أخت مبدعون في العطاء لا ينتظرون المقابل أو الشكر.

إذا فالقضية تكمن في أن هناك أماكن في حياتنا فارغة تحتاج إلى مبدعين لدعمنا، وليست العبرة بالكثرة ممن يلعبون دور الوظائف الشرفية فقط. نحتاج أشخاصًا نلمسهم، نشعر بهم. نحتاج لمبدع، مبدع يدرك معنى الأبوة فيؤدي حقها، مبدع يدرك معنى الصداقة فيحفظها، مبدع يدرك معنى الأخوة فيقدسها، مبدع يدرك معنى البنوة فيحمدها.

انظر لمن حولك، ستجد أغلبهم موظفين أجساد بلا روح. اشتقنا إلى أن يملأ تلك الفراغات في حياتنا بدلًا من الموظفين أشخاص مبدعين. أين المبدعون في حياتنا؟

فكما أن خطوة واحدة لن تمهد طريقًا على الأرض، كذلك فكرة واحدة لن تغير الواقع. لتغيير حياتنا، يجب أن نفكر بالأفكار الصحيحة مرارًا وتكرارًا.

آلاف الأفكار تتطاير في رأسك كل يوم. الكثير منها سلبي ومخيف، ونصفها ليس ملكك حتى، ما عليك إلا أن تلتقطها. لا تثق بها. هذه مجرد أفكار ولن تصبح حقيقة إلا إذا ساعدتها. عليك أن تثق بهذه الأفكار وتسعى لتنفيذها لأن ذلك يستدعي طاقة إيجابية من الكون حولك. فاستبشروا بالخير تجدوه.

فسر تعاستك هو أنك تتبنى الأحزان وهي بدورها تستدعي طاقات سلبية من الكون. ولن يتغير الحال للأفضل حتى تتخلص مما علق بذهنك من مخاوف وأحزان. عليك أن تنطلق في رحلة النجاح والسعادة بحرية.

كل الاضطرابات التي حدثت في الثلاثين عامًا الماضية لها مصدر واحد فقط: الافتقار الروحي. مليار شخص لم يعودوا يسمعون سوى الروبوتات، ولم يعودوا يفهمون شيئًا سوى الروبوتات، ومليارا شخص أصبحوا روبوتات.

أنا أؤمن بطاقة السذاجة. إنها تحرك الجبال وتصبح مفتاح النجاح في الحياة. نحن نسترشد بمشاعر بسيطة: الاهتمام، والفضول، والرغبة في شخص آخر، والحب، والخير والنور. كل ما هو أفضل عنا بسيط، وليس معقدًا.

سر جمال الحب أنه ليس مجرد شعور، بل هو حالة من الوجود تشعر فيها بالوحدة مع الكون. فالحب غير الأناني، بمجرد إيقاظه، يجعل جميع خلايا الجسم متناغمة. إنه يوجه طاقة العقل بقوة في الاتجاه الذي تريد إنجاز شيء ما فيه.

الحب يمكن أن يجعلك تحلق من جديد، حتى لو انكسرت أجنحتك. الخير ينتصر دائمًا على الشر.

كذلك قد يتساءل البعض: لماذا يعود الخير بالشر؟ وللإجابة عن هذا يفترض بي أن أطلب منك أن تحاول أن تسير عاريًا في الطريق العام. فماذا تعتقد أن يحدث لك؟ بالطبع ستجد حرجًا في فعل ذلك لأنك تعلم أنك ستصاب بضرر جسيم من المارة. الأمر هو ذاته حين تسير بين الناس كالكتاب المفتوح.

حين تسير في العالم بروحك العارية، مفتوحة على مصراعيها، تكون روحك مرآة. ولهذا السبب نرى أنفسنا منعكسين في الآخرين. ويرى الآخرون أنفسهم فينا. ولأن أرواحهم مليئة بالشر والرذائل يرون هذا فينا. هذه هي بالضبط الصورة القبيحة التي يرونها عندما ينظرون إلى روحك الطاهرة. ليس لديهم القوة والشجاعة للاعتراف بأنك أفضل منهم.

وختامًا، افتح قلبك للناس بعناية

عن Eyon Elmagles

شاهد أيضاً

مصر تستعد لإدخال أكبر قدر ممكن من المساعدات إلى غزة.. 2000 شاحنة

مصر تستعد لإدخال أكبر قدر ممكن من المساعدات إلى غزة.. 2000 شاحنة

نقلاعن/ “القاهرة الإخبارية” تصطف المئات من شاحنات المساعدات عند معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *