عيون المجلس سياسية ،اقتصادية ،اجتماعية ،ليبرالية شاملة
كتب: عمرو موسى
ما زالت الاشتباكات العنيفة مستمرة في أنحاء واسعة من جمهورية الكونغو الديمقراطية، مع ورود تقارير عن سيطرة جماعة “أم 23” المسلحة، المدعومة من قوات رواندية، على مدينة غوما شرقي البلاد. ووفقًا لوسائل إعلام محلية، فقد بسط المتمردون سيطرتهم على مطار غوما الاستراتيجي منذ الثلاثاء، في تصعيد خطير يهدد استقرار المنطقة.
وذكرت مصادر أمنية أن أكثر من 1200 جندي كونغولي استسلموا في قاعدة تابعة لبعثة الأمم المتحدة، مع استمرار المعارك في المدينة التي يقطنها نحو مليون نسمة، والتي كانت تضم مئات الآلاف من النازحين قبل اندلاع أعمال العنف الأخيرة.
ويشكل الهجوم تطورًا خطيرًا في الصراع المستمر بشرق الكونغو، وهو إقليم غني بالموارد الطبيعية ويعاني من نزاعات مسلحة مزمنة. ويُعتقد أن الدعم الرواندي للمتمردين يأتي في سياق التنافس الإقليمي على السيطرة على ثروات المنطقة، وهو ما تنفيه كيغالي رسميًا.
من جهتها، دعت الأمم المتحدة إلى تدخل دولي عاجل لوقف العنف وحماية المدنيين، محذرة من كارثة إنسانية تلوح في الأفق. وقد أوردت تقارير عن عمليات نهب وعنف جنسي وانتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، مع تزايد أعداد القتلى والجرحى في المدينة.
وفي العاصمة كينشاسا، اندلعت احتجاجات غاضبة ضد ما وصفه المتظاهرون بـ”الصمت الدولي” إزاء الانتهاكات في الكونغو، حيث هاجم محتجون سفارات رواندا وفرنسا وبلجيكا وكينيا، في مشهد يعكس تصاعد الغضب الشعبي تجاه التدخلات الخارجية في البلاد.
ويثير التصعيد العسكري الحالي مخاوف من تفاقم الأوضاع الأمنية والإنسانية في شرق الكونغو، في وقت تتزايد فيه الدعوات الدولية لاحتواء الأزمة قبل خروجها عن السيطرة.
