قضية حرق المصحف.. القضاء السويدي يصدر حكمًا ضد أحد المتهمين

كتب: محمد إبراهيم

أصدرت محكمة سويدية، الاثنين، حكمًا بإدانة الناشط المناهض للإسلام سلوان نجم بارتكاب جرائم كراهية، بسبب قيامه بحرق نسخ من المصحف علنًا وإدلائه بتعليقات مهينة بحق المسلمين، وذلك في وقائع وقعت عام 2023 وأثارت ردود فعل غاضبة في دول إسلامية.

وأقرت المحكمة بسجن نجم مع إيقاف التنفيذ وإلزامه بسداد غرامة قدرها 4000 كرونة سويدية (358 دولارًا). كما أوضحت أن حرية التعبير في السويد تتيح انتقاد الأديان، لكنها اعتبرت أن نجم وزميله سلوان موميكا، الذي قُتل الأسبوع الماضي، تجاوزا الحدود المقبولة في انتقاد المعتقدات الدينية.

مقتل موميكا يثير تساؤلات

وكان الناشط العراقي سلوان موميكا، الذي شارك في حرق المصحف وواجه المحاكمة في القضية نفسها، قد لقي مصرعه بالرصاص الأسبوع الماضي، في اليوم الذي كان من المقرر أن يصدر فيه الحكم بحقه. وحتى الآن، لم يتم توجيه اتهام لأي مشتبه به في الجريمة، فيما اعتقلت السلطات السويدية خمسة أشخاص ثم أطلقت سراحهم لاحقًا.

وفي هذا السياق، صرّح رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترشون بأن هناك احتمالًا بأن تكون “دولة أجنبية” متورطة في اغتيال موميكا، دون تقديم مزيد من التفاصيل.

التوازن بين حرية التعبير وجرائم الكراهية

أكدت محكمة ستوكهولم في بيانها أن القانون السويدي يمنح مساحة واسعة لحرية التعبير، لكنه لا يسمح بالإهانات والتحريض على الكراهية ضد أي مجموعة دينية أو عرقية. وأشارت إلى أن القرآن الكريم لا يتمتع بحماية خاصة كونه كتابًا مقدسًا، وأن هناك حالات لا يعتبر فيها حرق المصحف جريمة كراهية، لكن ما قام به نجم وموميكا تجاوز الحدود المقبولة قانونيًا.

وأوضحت المحكمة أن نجم أُدين بارتكاب جرائم كراهية في أربع وقائع منفصلة، بسبب تصريحاته وأفعاله التي استهدفت المسلمين.

من جانبه، أعلن محامي نجم أنه سيستأنف الحكم، معتبرًا أن تصريحات موكله تندرج ضمن “حرية نقد الأديان”، وهو ما يكفله القانون السويدي.

وفي ظل هذه التطورات، لا تزال قضية مقتل موميكا تثير الجدل، وسط تكهنات بشأن الجهة التي تقف وراء اغتياله.