رئيس مجلس الادارة : أحمد أحمد نور

نائب رئيس مجلس الادارة : وليد كساب

رئيس التحرير : محمد عبد العظيم

أخبار عاجلة

عودة اليهود إلى مسكنهم الأصلي.. طارق رضوان يكتب

بقلم: الدكتور طارق رضوان

السيدة ميشيل رينوف تملك حلاً عبقرياً للقضية الفلسطينية، يقوم على إعطاء الشعب الفلسطيني أرضه التاريخية كاملة، وإعطاء الشعب اليهودي جمهوريته التاريخية. يتساءل الصهيوني العنصري المتعصب: “وهل للشعب الفلسطيني أرض تاريخية؟” وترد السيدة ميشيل رينوف قائلة: “ليس هذا هو السؤال”، ولعل لسان حالك يقول: “وما هو السؤال إذن؟”

تقول السيدة ميشيل: “السؤال هو: هل كان للشعب اليهودي دولة تاريخية أو وطن له وحده؟” وتجيب: “نعم، لكن هذه الدولة ليست في فلسطين، ولا في أي أرض عربية، بل في مكان آخر لا يحب الصهاينة ولا أي من حلفائهم الاستعماريين والعنصريين الحديث عنه.” هذا ما سنلقي الضوء عليه في هذا العرض المدهش والحل العبقري للقضية الفلسطينية، خاصة بعد عرض ترامب لخطته المرفوضة من كل الأطراف ما عدا صديقه نتنياهو.

ما هو هذا الحل العبقري؟

ليدي ميشيل رينوف، سيدة بريطانية، ترى أن هناك حلاً للقضية الفلسطينية لم يحظَ حتى الآن بالاهتمام الواجب، ويتمثل في عودة اليهود إلى وطنهم الأول.

وهل لليهود وطن أول؟.. تقول السيدة ميشيل رينوف: “نعم، لهم جمهورية اليهود في إيروبيدجان (Birobidzhan)، التي تقع في جنوب شرق روسيا”، وتضيف: “مع الأسف، لا تعلم بأمرها الأغلبية من العالم، لأن إسرائيل لا يسرّها ذكر ذلك بطبيعة الحال.” وتؤكد ليدي ميشيل أن هذه الجمهورية تمثل الوطن الأول لليهود في العالم، وقد ظلت كذلك إلى أن ظهرت الفكرة الصهيونية بتوطين اليهود في فلسطين، ونجح الصهاينة في غض النظر عن جمهورية اليهود الأولى، التي تأسست بطريقة سلمية دون الحاجة إلى اغتصاب أراضي الفلسطينيين من السكان الأصليين.

والسيدة ميشيل رينوف تدافع عن حل عودة اليهود إلى موطنهم الأول بحجج وبراهين تاريخية مدهشة لمن يسمع بها للمرة الأولى، وقد أسست لهذا الغرض منظمة تروج لهذا الحل بقوة وتحمل اسم “جمهورية اليهود”. ولا تدع الليدي رينوف فرصة تمر دون محاولة نشر الفكرة المخفية إعلامياً، وقد ألقت العديد من المحاضرات والمداخلات حول هذا الحل المنطقي في محافل عدة، كانت إحداها تحت قبة البرلمان البريطاني.

تفاصيل الحل

الحل، كما تراه رينوف، يتمثل في عودة آمنة لليهود المقيمين في فلسطين إلى جمهورية اليهود، واسمها “أوبلاست”، لكنها معروفة أكثر باسم عاصمتها “بايروبيدجان” (Birobidzhan)، حيث يمكنهم العيش بأمان وسلام دون أي معاداة للسامية، والتمتع بأجواء الثقافة اليهودية السائدة بقوة هناك، والتحدث باليديشية، وهي لغة يهود أوروبا، على أن يتركوا فلسطين لسكانها العرب الأصليين.

وتؤكد رينوف أن الثقافة السائدة في بايروبيدجان، ومساحتها التي تعادل مساحة سويسرا، تسمح بهذا الحل العادل وإنهاء مأساة العرب الفلسطينيين المشردين في أصقاع الأرض، حيث تبلغ الكثافة السكانية فيها 14 نسمة/ميل مربع، مقابل 945 نسمة/ميل مربع في الكيان الصهيوني، و1728 نسمة/ميل مربع في الأراضي الفلسطينية.

وتؤكد رينوف أن جمهورية اليهود تأسست عام 1928 بدعم وتشجيع من يهود أمريكا أنفسهم، ممثلين في هيئة كانت تضم في عضويتها عالم الفيزياء اليهودي أينشتاين، والكاتب الأمريكي المعروف غولدبرغ. ويذكر موقع ويكيبيديا أن جمهورية اليهود تأسست عام 1934، وأن فيها جالية يهودية كبيرة، فيما أصر رئيس الوزراء الصهيوني خلال برنامج تلفزيوني حاجج فيه رينوف بأن تلك الجمهورية تعتبر رمزاً من رموز العهد الستاليني الذي اتسم باللاسامية.

وترفض رينوف تلك المزاعم، وتؤكد أن ستالين عمل على منح كل إثنية من إثنيات الاتحاد السوفياتي جمهورية خاصة بهم، ولم يقتصر الأمر على اليهود فقط، الأمر الذي تنتفي معه اتهامات اللاسامية. كما أن تلك الجمهورية شكلت ملاذاً آمناً لليهود، لذلك هاجر إليها الكثيرون من خارج الاتحاد السوفياتي، ووجدوا فيها الأمن والأمان والسلام، وكان من الممكن أن تتواصل الهجرة إليها، لولا أن ظهرت الصهيونية العنصرية، وفكرة الاستحواذ على أرض الشعب الفلسطيني.

رينوف تنتقد التعتيم الإعلامي

وتعتبر رينوف أن اليهود كذبوا كعادتهم عندما زعموا إبان الحرب العالمية الثانية أنهم في أمسّ الحاجة إلى أرض فلسطين كوطن لهم، حيث لم تكن هناك حاجة لتشريد الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم، لأن خيار الجمهورية اليهودية كان متاحاً أمامهم، ولكنهم قرروا الاستيلاء على فلسطين طمعاً. وتستهجن رينوف التعتيم الإعلامي المحكم على جمهورية اليهود.

ومع تفكك الاتحاد السوفياتي، أصبحت كل إثنية مؤهلة لإعلان استقلال جمهوريتها، باستثناء بايروبيدجان، التي كانت تسبب حساسية لإسرائيل، وتثير هواجسها باحتمال رفع الوعي العالمي بوجودها كأول جمهورية لليهود. وقالت رينوف لصحيفة “القدس العربي”: “الكثيرون لا يعرفون شيئاً عن هذه الحقيقة، والقليلون الذين تسنح لهم الفرصة ليستمعوا لي ويعرفوا الحقيقة لا يصدقونني بسهولة، ولكني مستعدة لأن أسخّر ما تبقى من حياتي كي يصدقني العالم، ويسعى لحل الصراع استناداً إلى هذه الحقيقة.”

وتُوصَف رينوف في الإعلام الصهيوني بأنها من منكري الهولوكوست. وأضافت: “بإمكان الدول الـ191 الأعضاء في الأمم المتحدة أن تختار هذا الحل وتدعمه دون خوف من أي اتهامات بمعاداة السامية، لأن سكان جمهورية اليهود يعيشون فعلاً في أمان واطمئنان، ودون أي معاداة للسامية… أي نعم؟”

ملاحظة

للتأكد من المعلومات، قم بزيارة جوجل إيرث وابحث عن Birobidzhan، حيث ستجد العبارة التالية:
Jewish Autonomous District, Russia

عن أحمد شعبان

شاهد أيضاً

طارق رضوان يكتب: "زوجتي والأدب: رحلة أدبية في عالم الحياة الزوجية"

طارق رضوان يكتب: “زوجتي والأدب: رحلة أدبية في عالم الحياة الزوجية”

بقلم: الدكتور طارق رضوان في منزلي حياة متجددة لا تشوبها الرتابة الزوجية أو الكآبة، فلا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *