عيون المجلس سياسية ،اقتصادية ،اجتماعية ،ليبرالية شاملة
كتبت: سماح علي حامد
تتفاقم معاناة الأطفال في قطاع غزة يومًا بعد يوم، مع استمرار إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات الغذائية والأدوية، ما يضع آلاف الأطفال، خاصة الرضع، في مواجهة خطر الموت وسط انعدام الأمن الغذائي وتدهور الأوضاع الصحية.
ويواجه نحو 60 ألف طفل ظروفًا صعبة جراء توقف إمدادات الغذاء والدواء، في ظل تصاعد المخاوف من تفشي الأمراض وسوء التغذية، خاصة بعد أن أوقفت السلطات الإسرائيلية منذ مطلع مارس الماضي إدخال أي مواد إلى القطاع، قبل أن تستأنف هجومها العسكري في الثامن عشر من الشهر ذاته.
وزارة الصحة بغزة حذرت من تداعيات كارثية على صحة الأطفال، مؤكدة أن انعدام الغذاء ومياه الشرب ومنع التطعيمات الأساسية مثل شلل الأطفال، ينذر بارتفاع حالات سوء التغذية وانتشار الأوبئة.
وقال الطبيب أحمد الفرا، مدير مستشفى التحرير للأطفال والولادة في خان يونس، إن الأطفال يعانون من أمراض صدرية والتهابات في الشعب الهوائية بسبب ظروف الإقامة في الخيام واستخدام النيران للطبخ، إلى جانب غياب المياه النظيفة وعدم توفر الحليب المدعم للرضع، مضيفًا أن الأمهات أنفسهن يعانين من سوء التغذية، ما يؤثر على الرضاعة الطبيعية.
وفي ظل تفاقم الأزمة، روت مواطنة من خان يونس معاناة طفلها الرضيع الذي لا يجد الحليب، قائلة: “أولادنا بيموتوا قدام عينينا ومش قادرين نعمل إلهم إشي”.
وبحسب الإحصاء المركزي الفلسطيني، هناك أكثر من 7700 رضيع في غزة مهددون بفقدان حياتهم بسبب نقص الرعاية الطبية، فيما وصلت نسبة العجز في الأدوية والمستلزمات الطبية إلى مستويات غير مسبوقة، حيث نفدت 37% من قائمة الأدوية الأساسية و59% من المستلزمات الطبية، إلى جانب نقص حاد في أدوية السرطان وأمراض الدم.
ووفق وزارة الصحة، تعمل أقسام العناية المركزة والطوارئ بحدودها الدنيا، وسط عجز تام عن توفير العلاج لنحو 80 ألف مريض سكري و110 آلاف مريض ضغط دم، ما يهدد بانهيار القطاع الصحي بشكل كامل.
كما حذرت الوزارة من كارثة صحية محتملة نتيجة توقف إدخال مياه الشرب النظيفة وانتشار الأمراض بسبب استخدام مياه ملوثة، ما يزيد من احتمالية تفشي أمراض الإسهال والجلدية وشلل الأطفال، خاصة في ظل منع دخول لقاحات تعزيزية سبق وأن تلقاها مئات الآلاف من الأطفال.
