عيون المجلس سياسية ،اقتصادية ،اجتماعية ،ليبرالية شاملة
كتبت: سارة العباسي
أكد الدكتور نظير محمد عيَّاد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الشائعات تمثل خطرًا يفوق الحروب المادية، نظرًا لما تتركه من آثار مدمرة على الفرد والمجتمع والدولة، جاء ذلك خلال كلمته في الندوة التي نظمتها مديرية التربية والتعليم والتعليم الفني بمحافظة شمال سيناء، تحت رعاية اللواء خالد مجاور، محافظ شمال سيناء، وبحضور عدد من القيادات الدينية والتعليمية بالمحافظة.
وأوضح المفتي أن الشائعات، حين تتغلغل في نفوس الناس وتتحول إلى مسلك حياتي، تُفقد المجتمعات توازنها، وتُهدم القيم، وتُقوّض الأمن الاجتماعي والمعنوي، لافتًا إلى أن الحرب المادية يمكن تجاوز آثارها، أما الشائعات فجرحها أعمق، وقد تترك ندوبًا نفسية واجتماعية تمتد لسنوات طويلة.
وأشار إلى أن الشائعات لا تتوقف عند الاتهامات الشخصية أو الدينية، بل تتعداها إلى التشكيك في مقدرات الدول، وهدم الثقة في المؤسسات، وتقويض مسيرة التنمية، مبينًا أن بعض هذه الشائعات تكون نابعة من الحسد أو الغيرة أو حب التنمر والسخرية.
وبيّن الدكتور نظير أن مواجهة هذه الحرب تتطلب الوعي والتثبت من الأخبار، وعدم الانسياق خلف كل ما يُنشر أو يُقال، مشيرًا إلى أن التاريخ مليء بالشواهد التي تؤكد أن شائعات صغيرة أطاحت بدول وحضارات عريقة.
ودعا المفتي إلى التحلي بأخلاق الإسلام في التثبت من الأخبار، وعدم نشر ما يضر بالناس أو المجتمعات، مؤكدًا أن الشائعات تعد من الكلمات الخبيثة التي نهى الإسلام عنها، مشددًا على أهمية الرقابة الذاتية والرجوع إلى المصادر الرسمية في نقل الأخبار والمعلومات، وخاصة في ظل انتشار المنصات الإلكترونية التي تُستخدم أحيانًا في بث الأخبار الزائفة وتشويه الحقائق.
كما حذر من خطورة بعض المصطلحات التي تُروّج كذريعة لتقويض القيم الدينية والاجتماعية، مثل مصطلح “الحرية المطلقة”، والتي يُستخدم لتبرير الانفلات من القيم والضوابط الأخلاقية تحت شعارات براقة، مشيرًا إلى ضرورة التعامل مع هذه المفاهيم بعقلية ناقدة، تحفظ التوازن بين الحرية والالتزام الأخلاقي والديني.
وفي ختام كلمته، شدد مفتي الجمهورية على أن ضبط اللسان والتخلق بأخلاق الإسلام هما السبيل لمجتمع واعٍ قادر على صد الشائعات، والحفاظ على أمنه واستقراره وهويته.
