عيون المجلس سياسية ،اقتصادية ،اجتماعية ،ليبرالية شاملة
كتبت: سارة العباسي
شارك الآلاف في تجمع حاشد نظمه حزب “الشعب الجمهوري” بولاية يوزغات وسط الأناضول دعمًا لرئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، في ذكرى مرور شهر على اعتقاله. وشهد التجمع، الذي أقيم في ميدان يوزغات الرئيسي، حضورًا لافتًا خاصة أن المدينة تُعد من معاقل حزب “العدالة والتنمية” الحاكم، حيث فاز فيها الرئيس رجب طيب إردوغان بنسبة 75% في انتخابات 2023.
رئيس الحزب، أوزغور أوزيل، ألقى كلمة قوية هاجم فيها إردوغان، واصفًا إياه بـ”الظالم”، وقال إن ما حدث مع إمام أوغلو يعد “محاولة انقلاب مدنية” تمت بإذن من الولايات المتحدة والرئيس السابق دونالد ترمب. وطالب أوزيل بإطلاق سراح إمام أوغلو وبث جلسات محاكمته على الهواء مباشرة.
أوزيل دخل إلى التجمع وهو يقود جرارًا زراعيًا، في مشهد رمزي لدعم المزارعين، وتبعه موكب مكون من ألف جرار حضر بها مزارعون من قرى يوزغات، في رسالة قوية لدعم إمام أوغلو والمطالبة بانتخابات مبكرة. كما انتقد الغرامات التي فُرضت على عشرة مزارعين شاركوا في مسيرات دعم إمام أوغلو، مؤكدًا أنه سيتحملها مع إمام أوغلو مناصفة.
التجمع في يوزغات جاء ضمن سلسلة فعاليات تحت عنوان “الأمة تدافع عن إرادتها”، والتي بدأها الحزب في ولاية سامسون للضغط من أجل الإفراج عن إمام أوغلو. وفي كلمته، أشار أوزيل إلى خسائر اقتصادية كبرى نتجت عن اعتقال رئيس بلدية إسطنبول، بما في ذلك هبوط البورصة بنسبة 14%، وتراجع الليرة بنسبة 4% أمام الدولار، وخسائر في سوق الأسهم وصلت إلى 31.5 مليار دولار، فضلًا عن اضطرار البنك المركزي لرفع سعر الفائدة إلى 46%.
كما أشار أوزيل إلى محاولات التضييق على حزب الشعب الجمهوري في تنظيم مسيرة دعم لفلسطين بإسطنبول، وإغلاق خطوط المترو والحافلات المؤدية لتجمع الحزب، لكنه أكد إصرار الحزب على تنظيم المسيرة، معتبراً أن القضية الفلسطينية تمثل جزءًا من أولوياتهم.
في السياق نفسه، شهدت الجامعات والمدارس الثانوية في أنحاء تركيا موجة احتجاجات مستمرة منذ اعتقال إمام أوغلو في مارس، رغم محاولات الحكومة فرض السيطرة من خلال استبدال المعلمين وفرض قيود على التظاهرات. وقد اعتُقل نحو ألفي شخص شاركوا في هذه الاحتجاجات، وبدأت محاكمة 189 متهمًا، معظمهم من الشباب والطلاب، وسط مطالبات بإطلاق سراحهم.
وفي تطور لافت، ذكرت تقارير ألمانية أن برلين قررت وقف صفقة لتوريد نحو 30 مقاتلة “يوروفايتر- تايفون” إلى تركيا بسبب اعتقال إمام أوغلو، رغم حصول أنقرة في وقت سابق على موافقة من بريطانيا وإسبانيا على الصفقة.
