
كتب/ وليد كساب
تشهد مدينتا الغردقة ورأس غارب في محافظة البحر الأحمر موجة من الغضب بعد تفاقم أزمة انقطاع مياه الشرب عن أحياء ومناطق سكنية متعددة، وسط مطالبات متزايدة بتقليص فترة الانقطاع وضمان ضخ المياه على الأقل مرتين أسبوعيًا بدلًا من مرة واحدة.
معاناة يومية وسوق سوداء مزدهرة
على مدار الأيام الماضية، تصاعدت شكاوى المواطنين من توقف ضخ المياه لفترات وصلت إلى ثمانية أيام متتالية، ما تسبب في نضوب خزانات المياه المنزلية واضطرار الكثير من الأهالي لشراء المياه من مصادر خاصة بأسعار مرتفعة، ما خلق سوقًا سوداء أثقلت كاهل المواطنين.
يقول أحد سكان حي الكوثر بالغردقة: “لم تصلنا المياه منذ أكثر من أسبوع، تواصلنا مع الشركة المختصة وقدمنا شكاوى عبر بوابة مجلس الوزراء، ولكن دون أي استجابة فورية”. ويضيف: “الأزمة لا تطاق، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة واعتمادنا الكامل على المياه في مختلف تفاصيل الحياة اليومية”.
دعوات للتدخل الحكومي العاجل
توجه عدد من الأهالي بنداء مباشر إلى رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، مطالبين بتخصيص اعتمادات مالية عاجلة لصيانة وتحديث خط الكريمات-الغردقة، الذي يمثل الشريان الرئيسي لنقل المياه من نهر النيل إلى مدن البحر الأحمر.
وطالب المواطنون الهيئة القومية لمياه الشرب بسرعة معالجة النقص الحاد في كميات المياه المخصصة للمنطقة، خاصة أن الصيف يقترب والاستهلاك يرتفع بشكل كبير.
كسر مفاجئ… وبيان رسمي من الشركة
وفي تطور لاحق، أصدرت شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالبحر الأحمر بيانًا أكدت فيه حدوث كسر مفاجئ بخط الكريمات، ما أدى إلى توقف مؤقت لضخ المياه نحو مدينتي الغردقة ورأس غارب، إضافة إلى مناطق أخرى مثل الزعفرانة.
وكشفت الشركة أن فرق الصيانة تواصل العمل على مدار الساعة لإصلاح الخط المتضرر، وأعلنت عن تعديل مواعيد الضخ وترحيلها في عدد من الأحياء لحين إعادة انتظام الضخ بالكامل. كما ناشدت الشركة الأهالي بترشيد الاستهلاك خلال فترة الصيانة لتقليل الضغط على الشبكة.
خط حيوي… ولكن هش
خط الكريمات-الغردقة يضخ قرابة 50 ألف متر مكعب من المياه يوميًا لتلبية احتياجات مدينتي رأس غارب والغردقة. ومع ذلك، تظهر الأزمة هشاشة البنية التحتية واعتماد المنطقة على مصدر وحيد، ما يجعلها عرضة للشلل في حال حدوث أي خلل فني أو كسر طارئ.