
كتبت: تغريد نظيف
رغم تتويج ليفربول رسميًا بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، وضمان آرسنال مركز الوصافة، إلى جانب هبوط الثلاثي لوتون تاون، شيفيلد يونايتد وبيرنلي إلى الدرجة الأدنى، فإن الجولة الأخيرة من المسابقة، والمقرر إقامتها الأحد في توقيت موحد، تعد بمزيد من الإثارة والتشويق، مع احتدام المنافسة على البطاقات المؤهلة للمسابقات الأوروبية في الموسم المقبل.
ليفربول وآرسنال حجزا أول بطاقتين من الخمسة المخصصة لإنجلترا للمشاركة في دوري أبطال أوروبا، بينما ما زال الصراع مشتعلًا بين خمسة أندية على المقاعد الثلاثة المتبقية. وتأكد مشاركة فريق سادس في البطولات الأوروبية بعد وصول مانشستر يونايتد وتوتنهام لنهائي الدوري الأوروبي، بينما ضمن كريستال بالاس، بطل كأس الاتحاد الإنجليزي، التواجد في الدوري الأوروبي، في حين سيذهب المقعد الآخر في “يوروبا ليغ” لصاحب المركز السادس، بينما يتأهل السابع إلى دوري المؤتمر الأوروبي.
تشيلسي، الذي بلغ نهائي دوري المؤتمر الأوروبي، سيكون أمام فرصة مزدوجة. ففوزه بالبطولة القارية سيضمن له التواجد في الدوري الأوروبي، إلا إذا حجز مكانًا بين الخماسي المتصدر للبريميرليغ، ما سيمنحه بطاقة الأبطال. وفي حال تتويجه مع إنهائه الموسم في المركز السادس، سيُمنح الدوري الإنجليزي مقعدًا إضافيًا في “يوروبا ليغ”، ويتأهل صاحب المركز الثامن إلى دوري المؤتمر.
الجولة الأخيرة ستكون حاسمة بكل تفاصيلها. مانشستر سيتي (68 نقطة) يحل ضيفًا على فولهام، ويكفيه التعادل لحسم مقعد في دوري الأبطال، فيما يستضيف نيوكاسل (66 نقطة) فريق إيفرتون، ويخوض تشيلسي وأستون فيلا (لكل منهما 66 نقطة) مواجهتين من العيار الثقيل خارج الديار، حيث يلتقي الأول مع نوتنغهام فورست (65 نقطة) والثاني مع مانشستر يونايتد. اللقاء بين فورست وتشيلسي يبدو حاسمًا، إذ أن الفوز قد يمنح صاحبه فرصة ذهبية للتأهل، بينما قد يحرم الخاسر من حجز مقعد أوروبي، مع بقاء احتمالية تغير السيناريوهات وفق نتائج بقية المباريات.
الصراع على التأهل للدوري الأوروبي يبدو مفتوحًا، في ظل وجود كريستال بالاس كطرف أول، في انتظار تحديد الفريق صاحب المركز السادس ليكون الطرف الثاني. أما نيوكاسل، المتوج بكأس الرابطة، فقد ضمن المشاركة في دوري المؤتمر، إلا أن هدفه يظل التواجد في بطولة أعلى، سواء دوري الأبطال أو الدوري الأوروبي.
الحسابات المعقدة تشمل أيضًا فريق برايتون، الذي أنعش آماله بفوزه على ليفربول مؤخرًا، إضافة إلى برنتفورد، الذي لا يزال يتمسك بأمل أوروبي في حال جاء التتويج لتشيلسي من جهة، وتداخلت النتائج في مصلحة الفرق التي تليه في الترتيب من جهة أخرى. وإذا تحقق هذا السيناريو، فقد يرتفع عدد ممثلي إنجلترا في البطولات القارية إلى عشرة فرق في الموسم المقبل.
وعلى الجانب الآخر، خطف مانشستر سيتي الأنظار في مباراته أمام بورنموث، التي انتهت بفوزه 3-1، ليس فقط للنتيجة، بل لأنها شهدت وداعًا مؤثرًا لأحد أساطير الفريق، البلجيكي كيفن دي بروين، الذي لعب آخر مباراة له على ملعب الاتحاد بعد مسيرة امتدت لعشر سنوات، حصد خلالها 16 لقبًا، وترك بصمة بارزة كأحد أفضل صناع اللعب في تاريخ البريميرليغ.
وشهدت المباراة أيضًا عودة الإسباني رودري بعد غياب طويل بسبب الإصابة، حيث نزل بديلًا في اللحظات الأخيرة، وسط ترحيب جماهيري كبير. فيما تلقى دي بروين عناقًا مؤثرًا من زملائه وتصفيقًا حارًا من المدرجات عند خروجه في الدقيقة 69، كما ظهر التأثر واضحًا على المدرب بيب غوارديولا خلال عرض مقطع فيديو لتكريم النجم البلجيكي.
وأعلن النادي لاحقًا أنه سيشيد تمثالًا لدي بروين خارج ملعب الاتحاد، تقديرًا لإسهاماته التاريخية. وأكد غوارديولا أن اللاعب يعد من الأسماء التي لا يمكن تعويضها، لما يمثله من قيمة داخل وخارج الملعب، موضحًا أن النادي يخطط لتقليص قائمة الفريق الموسم المقبل، بسبب صعوبة إدارة عدد كبير من اللاعبين الجاهزين بدنيًا دون المشاركة المستمرة.
رحيل دي بروين ومعاناة السيتي من الإصابات هذا الموسم، إضافة إلى خروجه خالي الوفاض من الألقاب للمرة الأولى منذ 8 سنوات، كلها عوامل ستدفع الإدارة والمدرب الإسباني لإعادة بناء الفريق، وربما الاعتماد بشكل أكبر على لاعبي الأكاديمية لتعويض الغيابات المحتملة مستقبلًا.