
كتبت: سماح علي حامد
اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الدول الأوروبية بالتقاعس عن دعم الجهود العالمية لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، معتبرًا أن الولايات المتحدة تتحمل العبء الأكبر وحدها في هذا الملف الإنساني. وفي تصريحات لصحيفة The Independent، عبّر ترامب عن استيائه من ضعف مساهمات دول مثل فرنسا وألمانيا، مؤكدًا أن بلاده أنفقت “مليارات ومليارات الدولارات” دون مشاركة كافية من بقية الدول.
ترامب أشار إلى أن الولايات المتحدة تظل الدولة الوحيدة التي تقدم الدعم الحقيقي، متسائلًا: “أين الآخرون؟ أين فرنسا؟ أين ألمانيا؟”، رغم ما ذكرته الصحيفة من أن هذه الدول، إلى جانب المملكة المتحدة، تندرج ضمن أكبر خمس دول مانحة في العالم، وتساهم بشكل كبير في تمويل مكافحة الوباء.
ويأتي هذا الجدل في وقت حذر فيه برنامج الأمم المتحدة المعني بالإيدز من أن تقليص الدعم الأمريكي قد يعرض حياة ملايين البشر للخطر، خاصة في البلدان النامية التي تعتمد بشكل كبير على هذا التمويل. وقد كانت إدارة ترامب قد قررت في بداية ولايته تجميد جزء كبير من المساعدات الخارجية، بحجة مراجعة البرامج لضمان توافقها مع المصالح الأمريكية، وهو القرار الذي أدى لاحقًا إلى اضطرابات واسعة في تقديم الخدمات الصحية بعدة دول، منها أوغندا وزيمبابوي.
وكشف تحقيق أجرته الصحيفة البريطانية أن بعض العيادات أُغلقت، وتوقفت برامج علاجية حيوية، مما أدى إلى إصابة أطفال حديثي الولادة بالفيروس ووفاة عدد من المرضى بسبب انقطاع العلاج. من بين هذه الحالات المؤثرة، امرأة أوغندية تُدعى “هادجة”، لم تتمكن من الحصول على العلاج الوقائي أثناء الحمل، وفتى من زيمبابوي يدعى “هاردلايف” فقد والديه نتيجة عدم استمرارهما في تلقي العلاج.
وفي مقابل هذا الانتقاد، شددت جهات أوروبية على مساهماتها المستمرة، مشيرة إلى أن فرنسا قدمت 6.9 مليار يورو منذ عام 2002، وتعهّدت بمبلغ إضافي قدره 1.6 مليار يورو للفترة من 2023 إلى 2025، فيما ساهمت ألمانيا بأكثر من 5.3 مليار يورو حتى الآن.
من جانبه، دعا برنامج الأمم المتحدة إلى عدم تقويض الجهود العالمية التي استغرقت عقودًا من العمل والتمويل، مشددًا على أهمية تقاسم المسؤولية بدلاً من تبادل الاتهامات.