
كتبت/ سماح على حامد
يصادف اليوم 17 يونيو، ذكرى وفاة الشيخ محمد متولي الشعراوي، والذي رحل في مثل اليوم، عن عمر ناهز 87 عامًا، بعد رحلة عامرة بالعطاء العلمي والدعوي، تركت أثرًا خالدًا في مصر والعالم الإسلامي.
وُلد الإمام الشعراوي في 15 من أبريل 1911 بقرية دقادوس التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، ونشأ في أسرة محبة للعلم والقرآن، فأتمَّ حفظ كتاب الله وهو في الـ 11 من عمره، وواصل تعليمه بالأزهر الشريف حتى تخرّج في كلية اللغة العربية عام 1941.
عمل الشيخ الشعراوي مدرسًا ثم انتقل للتدريس بجامعة أم القرى في المملكة العربية السعودية، كما أوفد ضمن بعثة الأزهر إلى الجزائر دعمًا لحركة التعليم هناك، وقد اشتهر اسمه مفسرًا متميزًا في إذاعة القرآن الكريم، وسُجّلت خواطره حول كتاب الله بأسلوب مبسّط وصل إلى قلوب الملايين.
في 9 نوفمبر 1976، تولّى الإمام الشعراوي وزارة الأوقاف وشؤون الأزهر، فجمع بين العمل التنفيذي والدعوي، وحرص على ربط الناس بكتاب الله عزّ وجلّ، مؤكدًا أن أجره عند الله لا عند العباد، وتجسّدت رؤيته الإصلاحية في دعوته الدائمة إلى الاعتدال والرحمة والاعتماد على القرآن والسنة في تهذيب السلوك الإنساني.
أطلق الإمام الشعراوي برنامجه التليفزيوني الشهير خواطر الشعراوي في أواخر السبعينيات، ليصبح أول تفسير متلفز يُقدَّم بلغة بسيطة تُخاطب العامة والنخبة على السواء، كما ألّف عشرات الكتب في التفسير والعقيدة واللغة، ونال وسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 1988، وتم تكريمه بجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم شخصية العام عام 1997.
رحل الإمام الشعراوي إلى جوار ربه في17 من يونيو 1998 عن عمر ناهز 87 عامًا، وقد رحل وبقي علمه صدقةً جاريةً؛ إذ ما تزال خواطره تُبثّ عبر القنوات والإذاعات، ويُقبل عليها الملايين في مشارق الأرض ومغاربها.