أحمد زكي ينشر الجزء الثاني عن مديحة.. زهرة نبتت في طين الحارة!

بقلم: أحمد زكي

طموح توحة كان كبيرًا، فجمالها وأنوثتها كانا طاغيين عليها…
ورفضت كل العروض من أبناء حارتها للعمل معهم، وشعرت أنها لن تجد غايتها في الحارة.

كان محمود جارها من أسرة فقيرة، طالبًا في السنة النهائية بكلية الهندسة، تخصص سيارات.
يعمل في ورشة للسيارات بالحارة، ويجتهد في المذاكرة ليكسب رزقه ويدفع مصاريف تعليمه.
كان معجبًا جدًا بتوحة، ودائمًا ينظر إليها نظرات إعجاب، لكنها لم تبادله أي نظرة، وكانت تشفق عليه من المجهود الذي يبذله.

قررت توحة الخروج من الحارة بعد أن أبلغتها صديقتها بأن لهم جارًا في الحارة اسمه كمال، كان قد سافر إلى الخارج لتكوين نفسه منذ فترة، وعاد وافتتح مطعمًا كبيرًا وكافيه في وسط المدينة، وأصبح حاله ميسورًا.

توجهت توحة مباشرة إلى العنوان لمقابلة كمال، وقبل أن تدخل شاهَدها كمال وتابع هذه الفتاة الجميلة الرشيقة التي تدخل بثقةٍ كبيرة وتسأل عن صاحب المطعم والكافيه.
فإذا بفرد الأمن يأخذها ويتوجه بها إلى الأستاذ كمال، وقال له:

“الأستاذة بتسأل على حضرتك.”

اندهش كمال، والابتسامة على وجهه، ودعاه للانصراف، ثم نظر نظرة عميقة إلى الفتاة الجميلة، وقال لها:

“من أنتِ؟ وماذا تريدين من صاحب المكان؟”

تبعثرت توحة، فإذا بها فجأة أمام كمال، فعرفته بنفسها، وقالت إنها ابنة حارة أبو زيد.
وما إن ذكرت الحارة، حتى تذكرها بسرعة وقال لها:

“أنتِ مديحة الصغيرة، وبيدلّعوكي بيقولوا لك يا توحة!”

سعدت توحة كثيرًا، لأنها كانت تخشى أن يكون كمال لا يحب الحارة ونسي أهلها، مما أعطاها الفرصة لتبدأ سريعًا في إخباره عن سبب حضورها، ورغبتها في العمل للحصول على دخل يساعدها على نفقات رعاية والدها ووالدتها اللذين كبُرا ويحتاجان إلى رعاية كاملة، وأنها تركت دراستها للتفرغ لهما… وحكت له قصتها.

نظر إليها كمال ليشاهد جمالها وأنوثتها، وقال لها:

“يا بنت الحارة، لا مانع، ولكنك ستحتاجين إلى تجهيزات وتدريبات كثيرة، فقد وجدتُ لكِ وظيفة مناسبة… لكِ ولنا.”

سعدت توحة كثيرًا، وقالت له:

“أنا تحت أمرك… شوف حضرتك نبدأ من إمتى.”

قام كمال بإخراج مبلغٍ ماليٍّ كبيرٍ من جيبه، وأعطاها إلى توحة، وقال لها:

“اشتري الملابس الجديدة، واذهبي إلى مركز التجميل وجددي من مظهرك.”

وأعطاها مهلة ثلاثة أيام، وأبلغها أنه ينتظرها…

يتبع…
إلى اللقاء في الجزء الثالث،،

قرمشة:

• إذا أردت شيئًا من الهدوء والسعادة، فعليك بأحد الأمرين:
  إمّا مداعبة طفلٍ صغير، أو مجالسة شيخٍ كبير؛
  فالأول لا يعرف الدنيا، والثاني اكتفى منها.
• إذا أردت أن تلفت انتباه شخص… تجاهله.
• إذا أردت أن تكون حكيمًا… استمع للجميع ولا تُصدّق أحدًا.
• إذا أردت أن يهابك الجميع… كن مجهولًا والتزم الصمت.
• إذا أردت أن تصبح قويًّا… تعلّم أن تكتفي بنفسك.

تحياتي،،
ومن عنديّاتي،،