عيون المجلس سياسية ،اقتصادية ،اجتماعية ،ليبرالية شاملة
بقلم الكاتبة / نجمة عمر
بائعة الكبريت…
تقرأ الأيام الحروف وتأويلها على مقاس
كل قلب…
والكل يمشي…حافيا فوق الشوك …
وتبتسم…
وأبتسم…
ألم تقل أنك حبيبي؟
أيرحل تشرين ولن تأتي؟
أليس الغياب قد طال؟
ألن تخيط جراحي؟
ألن تحتوي بكائي؟..
ألن تزركش بدموعك كفني؟
وعن عنوان لحدي؟
و وصيتي؟
سوف أمضي وحدي …
كعادتي…
الوطن ينجيني…
وصيتي أنت…
سأدفن حبيبتي…
وحدي…
بين غيمتين ودمعتين قبلتين يائستين غارقتين في الحبر والملح…
ثم تصغي لنبضي…
ثم أسمع اسمي…
ويخجل القول من يقيني…
وتراب وطنك قد لا يغطيني…
والبرد شديد…
وموت الأمل يغربني…
غريبة عن قلبك…
أسيرة لذكرياتي…
خاوية الوفاض …
أعود ورائحة الكبرياء…
أعواد الثقاب تبللت…
المطر غزير…
والبرد مازال شديدا
طفولة مضت…
لقاء مرتقب…
والوجع لفقد العزيز لا يمضي ويشتد ويشتد حتى يأتي على قلبي فيعتصر فلا ينفع الوقت الذي يسرق عمري ولا يكفكف الصبر دمعي ولكنك وحدك تبقى حبيبي..
لعل عناقا نظيفا لا يشبه الشفقة…
لعل اتكائي على كتفي سيأمن خوفي…
لعل حزني يشبه كثيرا حزنك…
أنا أيضا فقدت الكثير من أجزاء روحي …
وجدت كل المفقود بين سطر وبركة رمادية تحوط فؤادي…
هل تعي كم هم حقيقيون فلاسفة النور؟
هم لا يدخنون السجائر ويشعلون التبغ في الغليون..
يشبهون ذلك البدين الثري الذي مر ببائعة الكبريت ولم يشتر منها عود ثقاب واحد…
كنت قد شاهدته كثيرا في أفلام الكرتون…
كنت طفلة…
…كنت أفهم حكايات البالغين…
وأصدق بوجود فارس الرماد الذي سيشتري كل عيدان الثقاب ليشعل نارا في الغابة أمام قصر كبير…
وتزهر الأرض بالنار وتتفتح براعم التوت البري وتبزغ نجمة في السماء وتصحب الشهاب الأمنيات…
وتكون الأمنية فلسطين.
ثم أصبحت من فئة البالغين وكتبتك فوق الورق.
