م الآخر .. عندما تقترب من الله !

http://yoalizer.com/1GVT

أحمد نور

فى تجربة إنسانية ثرية جداً بالأحاسيس والمشاعر . تشعر أنك قريب جداً من الله وتكون حينذاك فى أكثر لحظات حياتك ضعفاً . فعندما تمر بأزمة صحية وتجد نفسك مضطراً للخضوع لمبضع الجراح فى غرفة العمليات . من أجل عملية جراحية دقيقة لإصلاح عطب ألم فجأة بشرايين قلبك .

تجد كل شئ حينئذ واضح تماماً أمام عينيك . فها أنت بلا حول ولا قوة بين يدى خالقك . بين لحظات الحقيقة والسراب . فى المنطقة  صفر . حيث لا بيان ولا حقائق مؤكدة سوى حقيقة واحدة . هى أنك بين يدى خالقك وسيصنع بك مايشاء طبقاً لمعايير الحكمة الإلهية وحسابات العمر والأيام التى هى أيضاً ملكه وحده  بينما كل هؤلاء الملتفين حول سريرك فى حجرة العمليات مجرد أدوات وأسباب يستخدمها الله عظمت مشيئته وجلت حكمته .. تتسارع على شاشة الذاكرة كل أحداث حياتك .

بيتك وأولادك . وعملك وماتريد أن تفعله ومالم تفعله بعد . وماعجزت عن القيام به . وماتتمني أن تنجزه .. كلها مشاهد تتدافع سريعاً أمام عينيك المغلقتين  بينما رائحة السوفلون والديتول المميزه تتسلل لخياشيمك . وتسمع فى اللحظة الأخيرة قبل ذهابك فى عالم البنج ضحكات الطبيب مع مساعديه وتشعر بمدى إعتيادهم وبساطة مايقومون به فى تلافيف قلبك .

وتسمى الله وتردد الشهادتين وتذهب فى عالم آخر . ثم تفيق فجأة  لتجد نفسك فى الحياة لاتزال وأحبائك من حولك . مع كلمات معتادة من حمدلله على السلامة . ونورت يا حاج .  وتلف بناظريك فى الحجرة ..  وتهمس لمن بجانبك . عايز سيجارة . فييتعجب وهو يربت على كتفك . إهدا  شوية . . بعد كام يوم ربنا يسهل . ماينفعش دلوقت خالص ..وتحس إن مافيش فايدة . فتغلق عينيك  و . و. وتحمد الله  على إن فى العمر بقية . وتستعيد لحظات القرب مع الله  ..!