ماذا لو كنت أنا أفضل منه ؟؟

عادل فهمى

أسعدني حظي قليلاً بالإبتعاد عنها قبل أن يسقط كل شيء ،، ويبقى كوني إنسان أهم من أهم شيء ،، فماذا بعد أن سقط كل شيء ..
أنهارت الأخلاق فتبدد كل شيء ،، أُجهضت الضمائر فضاع كل شيء ،، لا قداسة ولا مقدس ولم نعد نحترم أي شيء ،، كمن يزرع في الظلام وحين أطل النهار وجد نفسه كمن لم يزرع أي شيء ،، أما أن الأوان أن نستفيق أم أضحينا لا ندرك أي شيء .
بدايات رائعة أصابها الإخفاق ،، لكننا مازلنا على قيد الحياة ،، إلا أن ضمائرنا أجهضت وأضحى المشهد إعتيادي ،، فأختلت موازين العدل وأغرق الحق في بحر الظلمات ،، وكلما تكرر المشهد أصبح عادياً ،، وأصبحت الرؤية باهته ،، في زمن أهتزت فيه صورة الحق وأصبحت ثابتة ،، وخيم الصمت على كافة أرجاء المدينة ،، وأدعى أهلها الحكمة بالحيطة ،، وهنا سقط كل شيء ..
تسألت ،، ماذا لو كنت أفضل منه ؟؟
أجابوني ،، حذاري أن تشرق أكثر منه ..
فسألتهم ،، وماذا عن غاياتي وأحلامي ؟؟
أجابوني ،، أستعن على تحقيقها بالكتمان ،، ولتخفي مقاصدك لتبقى في أمان ..
فسألتهم ،، وماذا عن أصدقائي ؟؟
أجابوني ،، إياك وأن نثق في أصدقائك ،، فقط كل ما عليك أن تهتم بحياتك ،، وحاول أن تلفت إنتباهم إليك ،، وهنا سقط كل شيء ..
تكليف أم تشريف ،، تقصير أم تطوير ،، تغيير أم تبديل ،، أختلت كافة الموازين ،، لكننا مازلنا على قيد الحياة ،، ولكن سقط كل شيء ..

في زمن يطغى فيه القوي على الضعيف ،، وأضحى من يدافع عن العدل كمن يكتب بيده خطاباً لكفيف ،، ولقبوا الظالم بأنه رجلاً عفيف ..
إرضاءً لشهوات الطامعين ،، دفاعاً عن الأقوياء الجبارين ،، إخلالاً بتكافيء الفرص بين المتعلمين ،، فالعدل لإرضاء الشهوات والمنطق لجلب النزوات ،، وهنا سقط كل شيء ..
تساقطت أفكاري كما تساقط كل شيء ،، وأنتابتني هزة لم أشعر بعدها بشيء ،، كمن فقد ذاكرته فلم يعد يتذكر شيء ،، لكني تسألت هل فعلاً سقط كل شيء أم أن هنالك أمل في بناء أي شيء ،، هل حقاً سنسعى لأن نرسخ قواعد البناء لعلنا نتمكن من صناعة أي شيء ،، أم أننا سنظل هكذا لا نمثل أي شيء ،، فماذا بعد أن سقط كل شيء ..