عيون المجلس سياسية ،اقتصادية ،اجتماعية ،ليبرالية شاملة
محمد الورداني
قرر الرئيس السودانى عمر البشير تعيين ضابط فى جهاز الأمن والمخابرات واليا جديدا لمنطقة القضارف، التى شهدت احتجاجات هذا الأسبوع بسبب ارتفاع أسعار الخبز، خلفا للوالى الذى قتل فى حادث تحطم مروحية قبل 3 أسابيع.
وذكرت وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا)، بأن البشير أصدر قرارا بتعيين العميد أمن مبارك محمد شمت واليا على القضارف، 550 كلم شرق العاصمة، والتى شهدت احتجاجات على ارتفاع سعر الخبز وأوقعت 6 قتلى، الخميس، فى صفوف المتظاهرين.
وقد أعلن زعيم حزب الأمة السودانى المعارض، الصادق المهدى، فى مؤتمر صحفى فى أم درمان، أن الاحتجاجات اسفرت عن قتل 22 شخصا وأصابه آخرون خلال التظاهرات التى هزت عددا من مدن السودان.
وقال إن «هذا التحرك مشروع قانونا» ومرتبط «بتردى الأوضاع»، مؤكدا أن «هذه التحركات سوف تستمر والناس يحركها تردى الخدمات».
و قد دعا المهدى الرئيس عمر البشير إلى الاستماع إلى مطالب الاحتجاجات، وأعلن عن تأييده للتعبير السلمى، وناشد قوات الشرطة والأمن بعدم البطش بالمحتجين او التعدي عليهم، وأدان البطش بالمواطنين فى المظاهرات.
واقترح ايضا اقتراحاً بتشكيل وفد يضم كافة القوى السياسية، يقدم لرئاسة الجمهورية نظاما بديلا للحكم، وحذر قائلا: «إذا تجاوب النظام كان بها، وإذا رفض فعليه أن يواجه غضب الشعب، وسندعو إلى إضراب عام».
اما عن المهدى، فهو قائد أحد أقدم الأحزاب السياسية فى السودان، كان آخر رئيس للحكومة منتخب ديمقراطيا. وقد طرد من السلطة بانقلاب حمل الرئيس الحالى عمر البشير إلى السلطة فى 1989. وقد اضطر لمغادرة البلاد مرات عدة وعاد هذا الأسبوع.
أما مدير جهاز الأمن والمخابرات السودانية، صلاح قوش، فشدد على عدم التهاون مع مستخدمى العنف، وقال فى اجتماع مع رؤساء تحرير الصحف، إن البلاد تمر بضائقة معيشية، ومن حق المواطن الرفض عبر الطرق السلمية.
واتهم قوش جهاز الموساد الإسرائيلى بتجنيد عناصر من حركة «عبد الواحد نور»، الناشطة فى تمرد دارفور، لإثارة الفوضى فى السودان، وقال: «رصدنا 280 عنصرا من حركة عبد الواحد». وأضاف أنهم جائوا من شبكة فى العاصمة الكينية نيروبى إلى السودان لإثارة أعمال العنف.
وكانت المدن السودانية عانت من شح فى الخبز على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية.
ويستهلك السودان 2.5 مليون طن قمح سنويا، ينتج منها 40% ويواجه البنك المركزى صعوبات فى توفير النقد الأجنبى لمقابلة الاستيراد منذ انفصال جنوب السودان عنه فى عام 2011 وفقدان البلاد لعائدات النفط، والذى كان يبلغ 470 ألف برميل يوميا.
