حسن ربيع..
تفاصيل مثيرة، تكشفها اعترافات المتهمين فى حادث الواحات، فى القضية رقم 160 عسكرية، والمعروفة بـ«الهجوم على مأمورية الواحات»، والتى تضم 53 متهمًا بينهم 37 محبوسًا و10 هاربين و6 آخرين مخلى سبيلهم بتدابير احترازية، وأبرزهم الإرهابى «عبدالرحيم محمد عبدالله المسمارى «ليبى الجنسية». اعترافات المتهمين تكشف ما الذى حدث يوم معركة «الواحات» وما هى الأسلحة التى استخدمها الإرهابيون.. وماذا قال أمير الجماعة بعد شعوره بالهزيمة.. ومن صاحب فكرة اختطاف الضابط «محمد الحايس».. وما هى آخر كلمات قالها الإرهابى للبطل «أحمد شوشة» قبل استشهاده. المتهم الرئيسى «عبد الرحيم محمد عبد الله» «ليبى الجنسية»، يروى كيف تم إعداد المنطقة الجبلية بصحراء الواحات لإعداد معسكر الخلية الإرهابية، قائلًا: «الإرهابى عماد الدين عبد الحميد» الحركى «الشيخ حاتم» كان عنده خبرة عسكرية، فكان عامل حسابه فى اختيار المكان اللى اتمركزنا فيه، بحيث لو حد دخل علينا من الأربع اتجاهات شمال جنوب شرق غرب، نشوفه احنا الأول من خلال الإخوة المرابطين اللى بيتمركزوا فى نقاط المراقبة من غير ما يتعرف الغريب عليهم ويؤدى إلى كشف أمر الجماعة، فاشترط أن أى أخ يريد الالتحاق بالمعسكر والانضمام لجماعتنا هيكون ممنوع من التواصل مع أى حد من الخارج وعدم النزول، وانضم لينا بعض الشباب ولحقوا بنا فى منطقة الواحات، وكان «إبراهيم بعره» هو المسؤول عن الدعم اللوجيستى لينا، وتوفير وسائل الإعاشة كان دوره إنه يجبلنا المؤن كلها من ملابس وخطوط تليفونات وهواتف محمول وأكل وشرب بكميات كبيرة، وكان بيسيبها عند نقطة معينة من الطريق السريع فى صحراء الواحات وده بتكليف من «بوكه» أخ معانا، كان بيقدر يتواصل معاه عن طريق النت ببرنامج «التليجرام» والمكالمات الصوتية علشان الشبكة فى الجبل صعبة.
وأضاف المتهم الرئيسى: «الشيخ حاتم خلال فترة المعسكر كان بيدينا دروس فى الصلاة والطهارة والزكاة والحج، بصفة عامة والجهاد وأنواعه وكان بيتم التركيز على باب الجهاد والسياسة الشرعية، والتعامل مع الناس وكتب فى الدعوة، لحد نهاية 2017 ولم يتم مباشرة أى عمل جهادى، الحاجة الوحيدة اللى حصلت بعد كده أن فى شهر سبتمبر، انضم لينا واحد اسمه «عبد الله عبيد إبراهيم»، وبعد 3 أيام من حضوره كان عايز يمشى عشان أمه تعبانة، لكن الشيخ حاتم رفض لأنه كان قايل قبل كده إن مفيش تواصل ولا دعوة لأى حد، واستمر الأمر كده فترة بمثابة إعداد إدارى لم يكتمل لحد ما حصلت عملية 20 أكتوبر 2017 يوم الجمعة. وكشف الإرهابى عن تفاصيل ما حدث بواقعة الجمعة 20 أكتوبر 2017، قائلًا: «اليوم ده صلينا الفجر ونمنا صحينا على الفطار الساعة 10 صباحا، وفضلنا صاحيين لحد صلاة الظهر واتأخرنا فى صلاة الظهر كان تقريبًا الساعة 12 ونصف ظهرًا، وكان فيه أخ معين الرباط هو «حكيم» وتمركزه كان فوق التبه على ارتفاع 6 أمتار لاحظ دخول عربيات أمن فى اتجاهنا، كانت عبارة عن 3 مدرعات فى المقدمة وخلفهم 5عربيات دفع رباعى، وكانوا على مسافة أقل من كيلو وكانوا ماشيين ببطئ بسبب طبيعة المكان.
ويروى الإرهابى لحظات معركة الوحات «لما بقى الأمن على بعد 150 مترا، كان كل أفراد الشرطة وخدين العربيات كساتر ليهم، وبيتعاملوا من خلفها فى مدرعة حوطت الجنود وعملت ساتر ليهم، وفى نفس الوقت بتضرب علينا من سلاح المدرعة والجنود اللى على الأرض، فضربنا المدرعة «بالآر بى جى»، المدرعة التانية جت وأخلت المصابين ورجعت تانى فضربنا «آر بى جى» تانى بس مصبناش حد عشان المسافة كانت بعيدة، كل ده واحنا مستمرين فى الإطلاق على الأمن بالآلى والمتعدد، وبندقية «fn» للقنص أفراد الشرطة». ويستكمل: بعد كده الشيخ حاتم طلب من الجماعة محدش يضرب بالآلى، وخد «الآر بى جى» وضرب أول طلقة بس مطلعتش لأنها كانت بايظة، حط قذيفة تانية وأطلقها وأصاب واحدة من المدرعات من مسافة 150 مترا، وقتها سمع الشيخ حاتم استغاثة الأمن بالطيران، فوقف فوق الجبل وخطب «عليكم الأمان كل واحد يسلم نفسه»، وأمرنا بالنزول من «التبة» فى اتجاه سيارات قوات الأمن، ولما وصلنا عند الأمن، قعد يخطب ويقول «أنتم تقاتلون مع الظلمة» فقاطعه أحد الضباط عرفت إن اسمه «أحمد شوشة»، إلا أن الشيخ حاتم قاله احنا مش عايزين غير شرع الله بس، اللحظة دى لقينا حد نازل من العربية الأخيرة وبيقول «يا بوكه»، وهو أحد أفراد الجماعة خدونى وخدوا عيلتك كلها.
ويروى الإرهابى «الشيخ حاتم طلب مننا فى الوقت ده الانسحاب إلى السيارات بتاعتنا، واحنا فى الطريق واحد من أفراد الجماعة اسمه «حسن»، قال للشيخ حاتم إيه رأيك ناخد الضابط ده معانا وكان يقصد «محمد الحايس»، فاخدناه معانا وكان ماشى على رجليه، فى اللحظة دى رجع «حسن» أحد أفراد الجماعة عشان يقتل الضابط «أحمد شوشة» وقبل ما يقتله قاله «أنت بتقاتل لآخر لحظة فى عمرك أنت إيه»، وراح ضربه بالسلاح الآلى فى دماغه، ولحق بينا «حسن»، وقال للشيخ حاتم إنه قتل الضابط فالشيخ اتضايق وقاله كده أنت هتفسد الدعوة، وكنا مسجلين فيديو للشيخ حاتم وهو بيخطب فى الأمن فقاله هات الفيديو عشان أنشره، وأخاطب بيه أكبر فئة من الضباط والعساكر وأهلهم كرسالة عشان يخافوا عليهم. وأضاف «المسمارى» أنهم تحركوا بصحبة النقيب «محمد الحايس» وإبراهيم بعرة مسؤول الدعم الوجيستى، بـ3 عربيات فى الصحراء تاركين الكثير من الأمتعة والملابس والمؤن، مؤكدًا أن الشيخ حاتم قرر أن يتمركز فى نقطة بعيدة بالصحراء، وقام بتغطية السيارات بمفارش لون الصحراء لعدم قدرة الطيران على كشفهم، فيما قام ما تبقى من أفراد الجماعة بالاختفاء داخل أحد الجبال، مؤكدًا أنهم استقروا فى هذا المكان بعد عدم كشفهم من قبل الطيران المصرى، كما كلف الشيخ حاتم الإرهابى «حسن» بمسؤولية الضابط «محمد الحايس» وأمره بعد الحديث معه.