محمد الصعيدي..
زيارة مرتقبة يجريها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى السنغال الخميس المقبل، وذلك بعد اختتام زيارته التى يجريها حالياً إلى الولايات المتحدة الأمريكية، يعقبها زيارة قصيرة إلى كوت ديفوار.وتأتى زيارة الرئيس إلى السنغال فى وقت هام خاصة فى ظل تولى مصر رئاسة الاتحاد الإفريقى، وتصديها للعديد من الأزمات والملفات فى القارة السمراء وبمقدمتها الحرب على الإرهاب، بخلاف ملف التنمية والتعاون الاقتصادي بين الدول الأفريقية. وفيما تترقب السنغال وغيرها من الدول الأفريقية قمة الرئيس السيسي مع نظيره الأمريكى دونالد ترامب والتى من المقرر أن تناقش العديد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام فى القارة السمراء، بدأت الحكومة السنغالية استعداداتها بشكل مكثف للزيارة الهامة التى يجريها الرئيس، وهى الاستعدادات التى وصفتها السفيرة المصرية لدى داكار، نهى خضر بالمتميزة.
وقالت خضر إن التجهيزات تتم على قدم وساق استعدادًا لاستقبال الرئيس، مشيرة إلى أن تلك الزيارة تؤكد قوة العلاقات التاريخية بين البلدين على كافة الأصعدة، ومن المقرر أن تشهد توقيع عدة اتفاقيات تعاون من بينها اتفاقيات تعاون إعلامى. وكشفت خضر أن التعاون الإعلامى، يأتى بعد مشاركة مصر فى مايو الماضى، في أعمال الـدورة الحاديـة عشـر للجنة الـدائمة للإعــلام والشئون الثقافـية “كومياك” المنبثقـة عـن منظمة التعـاون الإسلامي تحت شـعار “التربية والثقافـة رافـدان لإحـلال السلم وتحـقيق التنمية والتقارب بين الشعوب” بداكار .وأوضحت خضر، أنه من المتوقع بحث ومناقشة القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك إقليميًا ودوليًا، وسبل التعاون لبلورة جهود الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقى والهادفة بالأساس نحو دفع عملية التنمية وتعزيز الاندماج الاقتصادى فى القارة السمراء. وأشارت خضر إلى قيام الحكومة السنغالية، بتسهيل كافة الإجراءات المطلوبة، لتأمين زيارة الرئيس، وتجهيز كل متطلبات العملية التأمينية، ودعم المناقشات التى تصب فى مصلحة البلدين، موضحة أن اختيار مصر ضيف شرف معرض داكار الدولى فى نسخته الـ26 أكبر دليل على رغبة داكار فى تقوية العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين وزيادة التبادل التجارى.
ولفتت سفيرة مصر إلى أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى تأتى حرصًا على تهنئة نظيره السنغالى ماكى سال، بتوليه الرئاسة لفترة ثانية، وبعد الانتهاء من مراسم التنصيب، لبحث سبل التعاون الجديدة بين البلدين، خاصة وأن القاهرة تعتبر ثانى أكبر شريك تجارى مع السنغال. وأشارت خضر، إلى أن مصر أهدت 26 قطعة آثار فرعونية مستنسخة، لمتحف الحضارات الأفريقية الذى تم افتتاحه ديسمبر الماضى، وهو ما اعتبره السنغاليون، هدية تاريخيةـ خاصة مع إبداء مصر استعدادها لترميم التراث الثقافى السنغالى والمخطوطات الإسلامية. وقالت إنه من المقرر تنظيم عدة اجتماعات مع رجال أعمال من الجانبين، تستهدف بحث سبل التعاون بين البلدين وطرح فرص استثمارية مشتركة، فى كافة المجالات، منها البنية الأساسية، والاتصالات، والتجارة، والزراعةوأوضحت أن وقع زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى، على الشعب السنغالى قبل الجالية المصرية، يثير حالة من الحماس، حتى أن بعض السنغاليين، يأتون للسؤال عن الرئيس بوصفه “الزعيم” وقائد الدولة الشقيقة، امتدادًا لتأثرهم بالزعماء المصريين، بداية من جمال عبد الناصر، الذى كان أول رئيس اعترف بجمهورية السنغال بعد الاستقلال، وتبادل العلاقات مع الرئيس سنجور آنذاك، ثم تطورت مرة أخرى منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى الحكم، على كافة الأصعدة الدبلوماسية والشعبية والتجارية وغيرها، إضافة إلى توافق الرؤى والتعاون فى المحافل الدولية والإقليمية.
وأشارت سفيرة مصر فى السنغال، إلى أن الجالية المصرية المتمثلة فى بعثة الأزهر الشريف، ومن يعملون فى الشركات متعددة الجنسية والصيد فى السنغال، ينتظرون زيارة الرئيس، أيضًا بالمزيد من الامتنان، لجعلهم يشعرون بالفخر بين أشقائهم من أبناء السنغال. ولفتت خضر، إلى أن الشعب السنغالى ينظر إلى مصر والمصريين باعتبارهم من أهل بلد الأزهر الشريف الذى يعتبر محورًا هامًا فى توثيق العلاقات المصرية السنغالية، حيث يرسل السنغاليون أبناءهم إلى مصر، للتعلم فى الأزهر، خاصة وأن مصر تقدم منح دراسية لهم. واختتمت تصريحاتها بالإشارة إلى أن هذه هى الزيارة الأولى لرئيس مصر لجمهورية السنغال، منذ عام 2007، على الرغم من الزيارات المتكررة بين المسئولين بالقاهرة وداكار، والتى تؤكد على قوة العلاقات المصرية السنغالية، كمشاركة مصر فى القمة الخامسة عشرة للمنظمة الدولية للفرانكوفونية بالسنغال عام 2014، وزيارة عبد العزيز مباى مستشار رئيس السنغال بزيارة لمصر لبحث سبل التعاون المشترك بين شركات وزارة الإنتاج الحربى والشركات المماثلة لها فى دولة السنغال فى مجالات التصنيع المختلفة فى يناير 2019، بالإضافة إلى زيارات رجال الأعمال و زيارات أخرى متعددة.