كتب / محمد راشد
قامت منظمة الصحة العالمية، بالتحذير في بيان جديد لها، من أن طفرات جديدة لوباء كورونا قد تظهر فى الأسابيع المقبلة وذلك بعد نهاية فصل الصيف وبداية الشتاء.
كما دعت المنظمة الحكومات لتعزيز أنشطة المراقبة لرصد هذه الطفرات وأيضا تحديد مواصفاتها الوراثية، وأيضا تجهيز المنظومات الصحية لكي تواجه الارتفاع المحتمل فى عدد الإصابات الجديدة التى قد تتصاعد بسرعة مع انحسار موجة الحر وبداية فصل البرد والعودة إلى زيادة الاختلاط والتجمعات داخل الأماكن المغلقة.
وهذا التحذير بعد ما ظهرت آخر البيانات الصادرة عن المنظمة الدولية بأن إجمالي عدد الإصابات المؤكدة قد تجاوز 597 مليوناً، ويصل عدد الوفيات من 6.5 مليون وبلغ عدد الجرعات اللقاحية الموزعة فى العالم 12.4 مليار.
وأوضحت المنظمة أن العدد الرسمي للوفيات الناجم عن الإصابة بكورونا منذ مطلع العام الجاري قد تجاوز المليون، وهذا ما يشكّل مؤشراً واضحاً على أن الفيروس ما زال يتمتع بقدرة عالية على السريان، وأن المرض مازال حتى اليوم يتسبب بعشرات الوفيات اليومية، وأيضا في البلدان التي بلغت مستويات مرتفعة من التغطية اللقاحية بالجرعات الإضافية.
كما نبّه خبراء مركز الطوارئ الصحية التابع للمنظمة بأن عودة حركة النقل الجوي إلى الانتعاش منذ مطالع هذا الصيف، وما رافقها من تخفيف تدابير الوقاية والاحتواء، أو إلغائها كلياً فى حالات كثيرة، مهّد لارتفاع أكيد فى عدد الإصابات الجديدة خلال الفترة المقبلة، وأيضا يزيد من احتمالات ظهور طفرات فيروسية جديدة.
كما حذّروا من زيادة جديدة فى عدد إصابات كورونا قد يكون له عواقب خطيرة في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الراهنة، والأزمة المعيشية والغذائية فى العديد من البلدان النامية.
كما أوضحت آخر البيانات المتوفرة لدى منظمة الصحة العالمية أن 99% من تحاليل التسلسل الوراثى للفيروس قد أجريت على متحوّر “أوميكرون” الذي لا تزال طفرته BA.5 هى السائدة على الصعيد العالمى بنسبة 74%، بعد ما كانت منتشرة بنسبة 71% في الأسبوع السابق.
وبعض الدراسات والتحاليل الأولية أفادت إلى بعض المتحورات الفرعية الناجمة عن هذه الطفرة، وهي قد تكون أكثر فتكاً من المتحور الأصلي وأسرع أنتشارا, وليس من المعروف بعد إذا كانت تتمتع بقدرة على التهرّب من المناعة اللقاحية.
كما أن المكتب الإقليمي الأوروبي لمنظمة الصحة قام بالتحذير مجددا بأن نهاية جائحة كورونا ما زالت بعيدة، وأن الموجات الأخيرة أثبتت على قدرة الفيروس في مواصلة الانتشار على نطاق واسع رغم اتساع دائرة التغطية اللقاحية وارتفاع نسبة المناعة الجماعية الناجمة عن التعافي من المرض، وقد شهد فصل الصيف الجاري تراخياً واسعاً لتدابير الوقاية والاحتواء على الصعيد العالمي.