رئيس مجلس الادارة : أحمد أحمد نور

نائب رئيس مجلس الادارة : وليد كساب

رئيس التحرير : محمد عبد العظيم

أخبار عاجلة

حمدي الشامي يكتب: ديون النمٌامين “الأب النمٌام”..!

بقلم/ حمدي الشامي

كان موظفًا حكوميًا، يتحصل على راتب ممتاز مقارنة بطبيعة حياة الناس، تزوج، أنجب ثلاث بنات.. وولد وحيد، عاش حياته بالطول والعرض، أكرمه الله بالمال والبنون، يعيش في منزل فخم، لو تواجد نفس المنزل بنفس المساحة في منطقة راقية بمدينة، لبلغ ثمنه ملايين الجنيهات.. لكنه وبكل أسف.. لم يترك فتاة إلا وتحدث عنها بالسوء، لم يترك شاب إلا وعاب فيه، لا يشترط أن تكون الفتاة سيئة بل يصوٌرها في شكل باسوأ ما يكون وبما ليس فيها، ولا يشترط أن يكون الشاب سيئًا بل يخلق القصص، ويفتح المجال بأي طريقه للحديث بالسوء عنه.. عاش هكذا, ينتشي ويشعُر بالسعادة كثيرًا كلما اساء للغير, يهيم كما مُدمني المخدرات عندما يُمزق أسرة أو يهدم عائلة..

ترقى في وظيفته ودارت الحياة دورتها ومازال على رذيلته، وكبرت بناته وكبر ابنه الوحيد.. تزوجت الأولى وقد كانت فتاة طيبة على قدر كبير من الخُلق عكس والدها، وعلى قدر كبير من الجمال عكس والدتها، لكنها واجهت إرث والدها في منزل زوجها، وقد عاشت مع حماتها وحماها، وكان رد القدر بأن كانت حماتها سيدة متسلطة مُبتزة، وربما مريضه نفسية، إذ وصل بها الحال أن اتهمت إبنة النمٌام بأنها تستدرج زوجها (حماها) لعلاقة غير شرعية.. وكثيرًا ما أشاع النمٌام ذلك على بنات الناس بنفس الطريقة.. وقد تحولت الحياة في عين إبنته لجحيم يومي إرثًا لخُلق والدها النمٌام.

كانت إبنته الثانية قد تزوجت أيضًا، كان شابًا ثريًا دائم السفر، وهي كانت تُعامل مثل البهيمة، لا لشئ إلا خدمة أهله بالكامل، وكان لا يأخذ أجازة إلا على فترات بعيدة، فتدهورت حالتها النفسية حتى ذهبت لأبيها النمٌام غاضبة، من الوحدة، ومن منغصات العمل اليومي، وطلبت الطلاق وقد أصرت عليه، وبالفعل حدث الطلاق، وكثيرًا ما كان النمٌام يزرع الضغائن في بيوت الناس ويُنمي فيهم الحقد والكُره، وكثيرًا ما خرب بيوت وشتت أُسر وأذى أطفال..

إبنه كان الثالث من حيث الترتيب، كلما تقدم لخطبة فتاة ترفضه، وأن وافقت واحدة عليه، لا تستمر الخطبة إلا لأيام ربما أسبوعان أو ثلاث على الأكثر، لم تكتمل له خطوبة من خطوباته التسع أكثر من شهر، والأسباب كلها عدم التوافق.. لكن في ذات الوقت، كثيرًا ما شهد أبيه النمٌام زورًا عند السؤال عن أي شاب حين يتقدم لخطبة فتاة، وكثيرًا ما كسر قلوب شباب بالباطل، ومنع الخير عن الناس.. فورث إبنه الجزاء الذي كان من جنس العمل مثله مثل أخواته البنات، حتى أُصيب الإبن نفسيًا لدرجة مستعصيه، فقد بها القدرة على أن يكون إنسان فتحول مثل أبيه، لا يفعل شئ إلا النميمة على الغير والإساءة للغير بدون أي سبب.. كأنها هواية خبيثة بأن يكون كل الناس على عيب حتى وأن كانوا بلا عيب، ومن كان من الناس على عيب كانت هوايته مثل أبيه.. فضح العيب وعدم ستره.

كانت الإبنة الرابعة هي الأصغر، كانت في المرحلة الثانوية.. وكانت مجتهدة، ربما ترفض التعامل معهم بالذهاب لكتبها الدراسية وكأنها ملجأها، وفي غير أوقات الدراسة كانت تفضل الجلوس أمام التليفيزيون أو عمل أي شئ من باب عدم الإستماع لكلام الأب النمٌام عن الناس، وإستحسان زوجته – أمها للكلام – وعطش أختيها وأخيها لمزيد من الكلام والإساءة للناس.. لقد حوٌل هذا الأب النمٌام أسرته لبيئة حاضنه للتشفي وصناعة الأكاذيب إرضاءًا للنفس الأمارة بالسوء وربما إرضاءًا لشياطينهم.. لكن لحكمه لا يعلمها إلا الله، لم تشرب الإبنة الصغيرة من هذا الجحيم، لم ترضى عنه، لم تشارك فيه يومًا على غير طبيعة الأسرة بالكامل، وجسديًا أُصيبت بمرض شديد ليس له علاج، وكثيرًا ما شمت أبيها النمٌام في أمراض الناس.. لكن هذة المرة لم تعيش الفتاة لتجذب آثام النميمة, رحمًة بها حتى لا تُعاني، بل كانت وفاتها ورحيلها في هدوء وسلام.. ربما لحياتها التي آثرت أن تهجر فيها أذية الناس بالنميمة والشماته وقول الزور قد كافئها الله بأن يرحمها من هذة الحياة وأن يُعطيها الجنة.

عن Eyon Elmagles

شاهد أيضاً

بعد إعلان ماسك.. إلزام الموظفين الفيدراليين في أمريكا بتقديم تقارير إنجاز دورية

بعد إعلان ماسك.. إلزام الموظفين الفيدراليين في أمريكا بتقديم تقارير إنجاز دورية

كتب: محمد عبدالعظيم أرسلت الإدارة الأمريكية للمرة الثانية رسالة توجيهية إلى الموظفين الفيدراليين في عدة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *