عيون المجلس سياسية ،اقتصادية ،اجتماعية ،ليبرالية شاملة
كتب: أحمد شعبان
تم الكشف اليوم عن فوز عالم الجينات السويدي “سفانتي بابو Svante Pääbo” من معهد ماكس بلانك الفائز بجائزة نوبل في الفيزيولوجيا والطب 2022 عن “جهوده في دراسة جينومات أشباه البشر والتطور البشري.
حيث تم منح الجائزة لسفانتي لتطويره تقنيات تسمح بدراسة بقايا الجينوم المستخرجة من الحفريات قريبة العمر، كأحافير النياندرتال Neanderthals والدينوسوفان Denisovans .. وهي المهمة التي يقول عنها موقع الجائزة أنها كانت “شبه مستحيلة” – ولذلك منح الجائزة لجهوده في تطوير هذه التقنيات.
عبر استخراج عينات DNA من حفرية أمر صعب للغاية بسبب ما يحدث من انحلال للمواد العضوية في فترات قصيرة نسبياً، تقدر في أغلب الحالات بـ 100 ألف سنة على الأكثر. وقد نجح سفانتي في أبحاثه في استخراج عينات من بعض الحفريات التي يقدر عمرها بنحو 40 ألف سنة.
وتلك الدراسات في الواقع لم تفعل سوى أنها أكدت لنا ما نعلمه مسبقاً من أن النياندرتال والدينوسوفان هم بشر مثلنا، وليسوا أشباه بشر، ولا أسلاف، وأنهم لم يكونوا يوماً كذلك.
خرجت أبحاثه بأول “قاموس جيني” للنياندرتال، ومن خلال مقارنته بجينوم البشر المعاصرين، وجدت أنّ الإختلافات قليلة جداً ويتفق ذلك مع التشابه التشريحي الكبير بينهما، فوضع سفانتي مع فريقه نموذجا لانتشار البشر قبل مئات آلاف السنين، حيث هاجر البشر العقلاء من إفريقيا إلى الشرق الأوسط، حيث التقوا بالعقلاء النياندرتاليين فتزاوجوا وأنجبوا ذرية خصبة نظرا للتشابه الجيني والتشريحي المذهل، ثم سافر نسلهم إلى أوروبا والصين وأستراليا.
فإذا كان النياندرتال قد تزاوجوا مع الأفارقة العقلاء وأنجبوا نسلا خصبا وصنعوا الحليّ والرماح والقوارب وأجادوا الطبخ ومارسوا الصيد والفنون وشعائر الدفن، فبأيّ حق ولأيّ سبب يتم وصفهم بأنهم أشباه بشر بدل بشر؟
وخرج العالم تيري هوبكينسون بتصريح يقول فيه: “إذا تصرف النياندرتاليون مثلنا وأنجبوا أطفالا معنا فهم بالتأكيد نحن”.
مشيرًا بذلك أنهم بشر في الواقع، لكن التطوري يحلو له نسج الحكايات كما يريد ويشتهي، ولذلك فنظرية التطور وممارسيها هم في الواقع عبء على العلم والمنهج العلمي.
