منظمة “هيومان رايتس ووتش” تحذر أوكرانيا من خطورة الذخائر العنقودية

كتبت / ميرفت مصطفى

أعلنت الولايات المتحدة أنها ستزود أوكرانيا بذخائر عنقودية (محظورة) في هجومها المضاد ضد القوات الروسية، كما نددت منظمة هيومان رايتس ووتش، بالقرار الأمريكى.

وذكرت المنظمة إن القنابل العنقودية تنثر الذخائر الصغيرة على مساحات واسعة، وهذا يجعلها خطرة بشكل خاص على المدنيين الذين يمكنهم العثور على ذخائر غير منفجرة بعد سنوات من إسقاطها.

وأيضا بسبب طبيعتها العشوائية، تم حظر هذه الذخائر من قبل أكثر من 100 دولة، غير أن الولايات المتحدة وأوكرانيا وروسيا ليست أطرافًا في هذه المعاهدة، المعروفة باسم اتفاقية الذخائر العنقودية.

وذكر تقرير هيومان رايتس ووتش إن الهجمات الصاروخية بالذخيرة العنقودية الأوكرانية في مدينة إيزيوم الشرقية عام 2022 قد أسفرت عن مقتل ثمانية مدنيين على الأقل وإصابة 15 آخرين.

وأضافت المنظمة الأممية فى تقريرها أيضًا “إن استخدام روسيا للقنابل العنقودية في الحرب أدى إلى مقتل العديد من المدنيين”.

كما يعود استخدام أوكرانيا للقنابل العنقودية ضد الأشخاص الذين يعيشون في أراضيها الشرقية إلى عام 2014، عندما اندلعت الحرب لأول مرة في دونباس في ذلك العام، أصدرت هيومن رايتس ووتش تقريرًا قالت فيه: “إن كييف كانت تستخدم الذخائر المثيرة للجدل ضد مناطق مأهولة بالسكان في دونيتسك”. وأردفت هيومان رايتس ووتش إن “استخدام الذخائر العنقودية في المناطق المأهولة ينتهك قوانين الحرب بسبب الطبيعة العشوائية للسلاح وقد يرقى إلى جرائم الحرب”.

ووفقا لمسؤولين أمريكيين أن قرار واشنطن بشأن القنابل العنقودية يعتبر جزءًا من حزمة مساعدات أمنية قيمتها 800 مليون دولار ترفع إجمالي المساعدات العسكرية الأمريكية إلى أكثر من 40 مليار دولار منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير2022..

وقد أصدر المدير التنفيذي لجمعية الحد من الأسلحة داريل كيمبال، بيانًا حذر فيه الولايات المتحدة من إرسال قنابل عنقودية إلى أوكرانيا.

وذكر إن القيام بذلك “سيكون تصعيدًا، ويؤدي إلى نتائج عكسية، وسيؤدي فقط إلى زيادة الأخطار على المدنيين المحاصرين في مناطق القتال، وأولئك الذين سيعودون يومًا ما إلى مدنهم وبلداتهم ومزارعهم”.

وذكر الجنرال مارك إيه ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق: “إن الذخائر العنقودية التقليدية المحسنة ثنائية الغرض عند إطلاقها تنتشر على هيئة عدة قنبيلات صغيرة مميتة على مساحات واسعة، العديد منها لا تنفجر عند الاصطدام الأولى، وهذا يترك ذخائر عديمة التمييز يمكن أن تصيب وتقتل بشكل عشوائي، مثل الألغام الأرضية، لسنوات عديدة.

تزامن القرار الأمريكى مع جولات مكوكية يقوم بها الرئيس الأوكرانى فلاديمير زيلينسكى لدول حلف الناتو لحشد دعم انضمام أوكرانيا للحلف قبل انعقاد قمة الناتو فى 11-12 من يوليو الجارى. فيما ينقسم التحالف حول السرعة التي يجب أن تتحرك بها أوكرانيا نحو العضوية، تتخوف بعض الدول من أي خطوة قد تقرب الناتو من الحرب مع روسيا، لاسيما بعد تهديد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بأن انضمام أوكرانيا لحلف الناتو سيجعل موسكو تتخذ خطوات غير محددة بما فيها استخدام أسلحة نووية، وايضا استهداف دول الحلف التى تساعد أوكرانيا بشكل خاص.

كما يرى محللون أن الولايات المتحدة، بمرور الوقت، تتنازل عن بعض القرارات والخطوات التى كانت تعارضها فيما يتعلق بالحرب الأوكرانية، والتى كان آخرها إمداد كييف بذخائر وقنابل عنقودية، الأمر الذى يمثل تصعيدًا جديدًا مع روسيا، وأنه إذا استمر الوضع على هذه الوتيرة يمكن أن تسبق القنابل العنقودية النووية