عيون المجلس سياسية ،اقتصادية ،اجتماعية ،ليبرالية شاملة
سامي الشافعى
..مثلما جرت العادة يتم إتخاذ قرارات مصيرية هامة تتعلق بمستقبل. آلاف الطلبة والطالبات.. دون دراسة كافية وبلا أية حسابات منطقية! هذا هو ما رأيناه مؤخرا عندما فوجئنا بهذا البوكليت. .. وهو سيستم إمتحاناتي جديد يراد تطبيقه وياللعجب بداية من العام الدراسي الحالي.. رغم إنقضاء نصفه. !! الحكماء في المنظومة التعليمية يرون إستحالة هذا. . وللحقيقة فإن تلك التداعيات تثير الكثير من علامات التعجب بل والإستهجان. . إذ كيف يمكن أن تفاجئ الطلبة والمدرسين بنظام جديد تماما لم يطبق من قبل بعد مضي نصف العام الدراسي؟ كيف يمكن تدريب الطلبة عليه؟ بل كيف. يمكن أساسا أن يستوعبه المدرس حتي يستطيع تدريب الطلبة عليه؟ يبدو هذا مستحيلا وبكل أسف فإن من يتخذون مثل هذه القرارات العجائبية يبدون بعيدا تماما عن العملية التعليمية وأكاد أجزم بأنهم لم يقفوا يوما في فصل دراسي أمام طلبة ولم يمسكوا طباشيرة في حياتهم.. فهم في غالب الأمر. أكاديميين نظريات وقواعد ورقية ومكتبية دونما ممارسات تعليمية حقيقية.. لذلك يستحيل عليهم فهم سيكولوجية الطلاب في هذه المرحلة الدراسية المعقدة والتي تتحكم في مستقبل الطلاب وتوجه مسار حياتهم.. وهي الثانوية العامة. ! والمؤسف في الأمر أنهم يرجعون السبب الرئيسي لهذا الإختراع إلي محاولاتهم لمنع الغش وتسريب الإمتحانات!! هل يصدق هذا ؟! هل تتلاعبون بمستقبل الطلاب وتغيرون سيستم كامل بلا دراسة او تمهيد لتمنعون الغش؟! أما كان الأولي بكم أن تفكرون في كيفية إصلاح أحوال التعليم المتردية والمناهج الفاشلة وإصلاح أحوال المعلمين والمدارس أولا. .. ألا يكون هذا أفضل وأجدي لإنتاج جيل متعلم جديد لا يكون بحاجة أصلا إلي الغش الذي تحاربوه؟! وهل تعالجون المرض. أو العرض. ؟ هذا هو السؤال الأحق بالإجابة أيها السادة. .. ولك الله. يا مصر . !!
