عيون المجلس سياسية ،اقتصادية ،اجتماعية ،ليبرالية شاملة
تنشر لكم جريدة عيون المجلس الجزء الثاني من قصة “ذاكرة الغائبين: نحن” للكاتبة نجمة عمر علي.
لست أحجية بلا حل..
وكأن الليل اقتفى أثر ركضها فوق السطور، فترجل القمر من علياء السماء وعانق نورًا بهيًا على شكل نجمة.
– نجمتي، كتبتك بكل اللغات وتركت لغتك تكتبني، فخجلت من كل اللغات التي بها كتبتك ونطقتك ثلاثًا، فأنت أحجية اللغة.
– ما زلت أتعلم الكتابة بلغتي حتى تتعلم القراءة بصوتي، والصوت لغة القلب، فليس غريبًا لو كنت أحجيتك.
– نجمتي..
– لست أحجية بلا حل.
نهشت الغيرة الفؤاد، كسليل الورد تنساب قطرات الندى من بين الصميم والفؤاد والروح، رقراقة كدمع ثقيل والخفيفة أشواق متعثرة بكومات ملح خشن. البحر يموج، والزبد بحرير الملمس المنعم، والقمر مستدير، يكوره الليل ويرمي نوره على القلب القرير. الدر المكنون نجمة تطل من بين الغيم المكتظ بعطر العنبر والكافور، والزلال ماء يغيث الأرض العطشى، والليل في خريف بلا ورق يسقط.
وهنا النقيض…
كطير من صوف أزورك في فصل البرد وأتدثرك. ذليل العودة ولا يعود، فبئس اليوم الذي كان فيه الوعد المكتوب. وبئس قصيد ضمك في كسرتك، وبئس الفعل المزيد الذي نطقته، فعل مهموز مجرد من صدق العهود. بئس اليوم المقيت الذي فيه عرفتك. وجوه المرايا تهشمت، حقيقة مريرة تمزقت، نظرة كفيفة تمردت، كذبة لطيفة تحققت. سليل الياسمين خان سليلة القمر، لغة يكتنفها تأنيب الضمير. غبي يصف الغيرة بالغيرة من فنجان يترشفه. غبي.. يكتب الضاد التي تشال في كل أوان. هذيان الحروف خيال مخالف للمعهود، براعة في النحت على الورق. مذهلة هي نجمتي، رشة من غرور مشروع. غبي.
هنا ينتهي الجزء الثاني من قصة الكاتبة نجمة عمر “ذاكرة الغائبين: نحن” ومن الجدير بالذكر أن الكاتبة نجمة عمر قد نشرت في عيون المجلس من قبل قصتين وهما “الغرف الفارغة” و”القاضية المذنبة“.
يمكنك قراءة الجزء الأول من هنا
