رئيس مجلس الادارة : أحمد أحمد نور

نائب رئيس مجلس الادارة : وليد كساب

رئيس التحرير : محمد عبد العظيم

نجمة عمر تكتب لعيون المجلس الجزء الأول من “ذاكرة الغائبين: نحن”

تنشر لكم جريدة عيون المجلس الجزء الأول من قصة “ذاكرة الغائبين: نحن” للكاتبة نجمة عمر علي.

كيف هو الحال وقد استوطنت تلك الشرنقة كل فؤادك بلا حول منك ولا قوة ولا تخطيط مسبق؟ فالحب، يا سيدي، ليس بالقضية الكبرى التي تستحق منك أن تستعد، فهو شعور بلا سبب وبلا تبرير مقنع يقذفه رب السماء في قلبك، فتصبح محبًا أو ربما تصل لمرتبة عاشق وربما تكون مجنونًا بلا مقدمات ولا حسبان للعواقب.

ستكون لطيفًا جميل الروح، ملبياً لكل ميولاتها واحتياجاتها، وتكون لها السند الذي لطالما انتظرت قدومه كفارس يمتطي جواداً أبيض، فتقطف لها النجمة من السماء، وتصف لها القمر، وتغزل لها الغيمات وشاحًا يقيها حر الصيف وبرد الشتاء. وإن كنت شاعراً، ستنظم لها القصيد وتجعل اسمها محور المعنى والشكل، وتدس صفاتها بين السطور، وترسم لها عالمًا من الحبور.

ولكن عاصفة تائهة ستضرب بكل ذلك عرض الحائط، لأنك كنت لطيفًا جداً ترضيها ولا تبوح لها بما يزعجك منها، لأنها ذات الحسن والجمال، أو لأنها أم كل الدلال، فتكون لها الحبيب الكاتم لحزن قد ألم بفؤادك. وتصمت، والصمت ينخر عظامك، وتتغاضى عن كل شيء، حتى عن كلمة شعثاء وعن صراخ يمزق ذلك الصمت، وكأنك تسقي الصحراء بدموعك وتروي النخيل من الفراغ. تكون أنت الذي زرع فحصد يا رجلاً قال لامرأة: “أحبك فأحبيني”.

هي فعلاً أحبتك وقالت “أحبك”، ولكنك لم تسمعها ولم تنتظر لهفة النهايات، واكتفيت بعصارة البدايات. كنت عاشقاً مؤقتاً وحبيباً حسب ظروفك، فنهلت لها من السماء قطوفًا ومن الأرض الدانيات، وجعلتها المولاة المزيفة التي لا تطلب منك قطف النجمة من السماء لأنها واعية حد الكفاية أن ذلك من ضروب المستحيل. ولكنك تصر أن ذلك ليس من المستحيل، وتكافح قلة حيلتك وتصمد أمام الرياح العاتية، وتصرخ بأعلى صوتك أنك فقط حبيبها.

وتوالت الأيام وتكاثرت السطور، وصارت دواوين عشق، وأصبح الصباح لا يشرق إلا وقد ابتسمت ليكتمل نور النهار، ويصير ليلها بستاناً من الأحلام. ويصيبها الجشع، فتحلم وتحلم ولا تتريث، وتسابق الزمن لترتمي بين أحضان الفارس المغوار. ويحين الوقت، فالوقت مكتوب في لوح محفوظ، ويستعد الحب للصرخة الأولى، صرخة الولادة من الخاصرة.

هكذا كنت أقرأ كل نهاية غير مستبعدة، وكل بداية مستحيلة، وكأن المرء قصة مختومة الفصول ومحبوكة التفاصيل، وتصبح الروح ناضجة نضوج العقل، وتعود لقفص من لحم وعظام، وتبقى هادئة هدوء العاصفة. ففي النهاية تفوز الحقيقة، وتسقط كل الأقنعة، والألوان الداكنة تصير خافتة، واليمامة بريش من شوك ناعم يجرح.

هنا ينتهي الجزء الأول من قصة الكاتبة نجمة عمر “ذاكرة الغائبين: نحن” ومن الجدير بالذكر أن الكاتبة نجمة عمر قد نشرت في عيون المجلس من قبل قصتين وهما “الغرف الفارغة” و”القاضية المذنبة“.

عن أحمد شعبان

شاهد أيضاً

أزمة جديدة لحسن شاكوش: إيقاف عن العمل وتحقيق بسبب فيديو مسيء

أزمة جديدة لحسن شاكوش: إيقاف عن العمل وتحقيق بسبب فيديو مسيء

كتبت: مروة الجبار أعلن الفنان مصطفى كامل، نقيب المهن الموسيقية، عن تحويل المطرب حسن شاكوش …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *