رغم جلوسها على الكرسي المُتحرِّك منذ صِغرها إلا أنها حقّقت إنجازات كبرى .. آية عباس بطلة مصرية حقّقت المستحيل

كتب: محمد إبراهيم

آية الله أيمن عباس سبَّاحة مصرية من ذوات الهِمَم العالية فازت بميدالية برونزية في بطولة العالم وكانت أول سباحة مصرية تشارك في دورة باراليمبية، غير أنها أصغر لاعبة ضمن البعثة المصرية البارالمبية المشاركة في دورة ريو 2016 وتم تكريمها بالفعل كأول سباحة من ذوي الاحتياجات الخاصة تفوز بميداليتين في تاريخ البطولات البارالمبية للسباحة وحصلت علي وسام الجمهورية من الدرجة الثانية، وشهادة تقدير سلمها لها الرئيس السيسي، كما تأهّلت لبارالمبياد طوكيو 2020 .

ونحكي قصّتها لـ جريدة ” عيون المجلس “ التي تدعم بنات مصر الملهمات دئما ، البطلات اللي كل يوم تحكي عنهم وعن كفاحهم.

إذا أُصيب شخص بمرضٍ ما أو تعرَّض لمشكلة كبيرة في حياته عليه أن يختار أن يكون شخصاً مهزوماً أو شخصاً مُلهِماً لغيره، وبطلة قصّتنا اختارت أن تكون من النوع الثاني، آية عباس أسم لازم كلنا نبقى عارفينه عشان مش بس هي بطلة في السباحة ورفعت أسم مصر في محافل دولية لكنها كمان بطلة في الإرادة والتحدي.

ولدت بمشكلة فى العمود الفقرى، وبدلا من الاحتفال بسبوعها، دخلت حجرة العمليات، ولم تنجح محاولات الأطباء، بل زادت الوضع تعقيدا، وأدت إلى حدوث شلل نصفى.

رضيت الأم بقضاء الله وبطفلتها كما رزقت بها، وتمسكت بالأمل، وزرعته فى ابنتها، وجعلتها تنسج خيوط النجاح فى رياضة السباحة، حتى أصبحت بطلة عالمية .. إنها آية عباس.

آية الله أيمن عباس البالِغة من العُمر 19 عاماً هي واحدة من أشهر نجمات السباحة ذوات الهِمَم العالية، ورغم جلوسها على الكرسي المُتحرِّك منذ صِغرها إلا أنها تمتلك عقلاً مُميَّزاً وإرادة قوية جعلاها تُحقِّق كل ما تحلم به.

بدايتها مع السباحة واختيارها لهذه الرياضة تحديداً تحدَّثت آية وقالت: “بدأت السباحة عندما كان عمري 6 سنوات، فقد كان الأطباء يستخدمون السباحة كعلاجٍ طبيعي حيث كنت أبقى داخل بركة السباحة أو البحر لـ 9 ساعات تقريباً، فقد كنت أتحرَّك خلال تلك الفترة بحريةٍ من دون أن أشعر أن هناك شيئاً ينقصني”.

وأضافت آية بقولها: “السباحة جعلتني أستطيع التعرّف على بعض الأصدقاء لأن داخل المياه لا أحد يعرف أنني أعاني من شيء أو أني لا أستطيع التحرّك”.

منذ عدَّة سنوات لم يكن هناك اهتمام في مصر بألعاب ذوي الإحتياجات الخاصة ولكن بعد ذلك أصبحت الأمور أفضل، فبدأت آية احتراف السباحة وأطلقت العنان لأحلامها الكبيرة.

خيال آية وإرادتها القوية جعلاها تُحقّق المستحيل فهي أول وأصغر سبَّاحة مصرية وعربية وإفريقية تصل إلى دورة الألعاب البارالمبية وكان ذلك في بارالمبياد ريو دي جانيرو 2016 وكان عمرها حينذاك 16 عاماً فقط وكانت أصغر رياضية في البعثة المصرية.

وقد فازت آية بالميدالية البرونزية في سباق 400 متر حر في بطولة العالم قبل عامين لتكون أول سبَّاحة في تاريخ مصر والوطن العربي وإفريقيا تحصد ميداآية الله أيمن عباس سبَّاحة مصرية من ذوات الهِمَم العالية فازت بميدالية برونزية في بطولة العالم وكانت أول وأصغر سبَّاحة مصرية وعربية وإفريقية تتأهّل إلى دورة الألعاب البارالمبية وكان ذلك في بارالمبياد ريو دي جانيرو 2016 كما تأهّلت لبارالمبياد طوكيو 2020.

تدرس آية إدارة الأعمال في الجامعة الأميركية في القاهرة وهي في السنة الثانية، كما أنها تهوى التمثيل والإخراج وترى أن عائلتها لها دور كبير في كل الإنجازات التي حقّقتها طوال مسيرتها حتى الآن بجانب الجهاز الفني الخاص بها.

تمكَّنت آية من التأهّل لدورة الألعاب البارالمبية طوكيو 2020 وقالت بنت مصر: “في مصر قديماً كان يتمّ اختيار سبَّاح وسبَّاحة عن طريقة نظام الكوتا لكي يتأهّلا إلى دورة الألعاب البارالمبية، أما الآن فقد تغيّر هذا النظام وأصبح التأهّل لهذه البطولة الكُبرى صعباً للغاية”.

وتابعت البطلة الصغيرة حديثها قائلة: “فقد أصبح الأمر أكثر صعوبة فعلى اللاعبات تحقيق أرقام معينة من أجل التأهّل حيث يتمّ اختيار اللاعبات الـ 12 الأفضل في العالم للمشاركة في البارالمبيات، وأنا تأهّلت عبر تحقيقي للأرقام المُحدَّدة خلال بطولة العالم لندن 2019”.

وأكَّدت آية أنها تستعدّ حالياً بجديّة شديدة عبر مُشاركتها في معسكر المنتخب المصري، حيث تستيقظ يومياً في الساعة الرابعة والنصف صباحاً وتبدأ تدريب السباحة من الخامسة وحتى السابعة، وعقب ذلك تتّجه إلى تدريب اللياقة البدنية ثم تذهب إلى الجامعة لمتابعة دراستها قبل أن تخوض تدريب “اليوغا” في نهاية اليوم.

وتحلم آية بالحصول على مركزٍ مُتقدّمٍ وترى أن تحقيق ميدالية سيكون صعباً بعض الشيء في الوقت الحالي ولكنه ليس مُستحيلاً بكل تأكيد كم الميداليات اللي حصلت عليها آية كبير ولو قعدنا نعددهم كلهم مش هيكون كافي ، بس الأجمل من كل الميداليات والجوائز والشهادات ؛ هي روح آية الملهمة وقدرتها علي أنها تسعي وتجتهد عشان مستقبلها وشغفها والرياضة اللي بتحبها مهما كان الوضع وأي كانت الظروف.

لدى آية الله أيمن عباس رسالة إلى كل المتابعين موقع جريدة “عيون المجلس “ وهي: “لو لم نعد نحلم سنموت، فكل إنسان يجب أن يكون لديه هدف يرغب في تحقيقه فليس هناك شيء مستحيل التحقيق”.

وذكرت آية ان يعود الفضل فى نجاحها وتحقيقها لتلك الإنجازات إلى أسرتها بداية من والدتها التى تفرغت من عملها لأجلها وعلمتها أهم قاعدة فى الحياة وهى الرضا بالمكتوب والسعى المتواصل دون انقطاع للوصول إلى أفضل مما يمكن تحقيقه، بالإضافة إلى أنها تذهب معها خطوة بخطوة إلى التمرين والمدرسة، وحاليا الجامعة وتسافر معها بالبطولات وكذلك والدها يسافر معها فى البطولات رغم انشغاله بعمله، أيضا أخىها محمد كان يدعمها وقد لعب دورا مهما فى حياتها حيث كانت تذهب معه إلى البطولات التى يشارك فيها كبطل عالم ناشئين فى الجمباز وكان ذلك يشجعها أكثر على احتراف الرياضة .