رئيس مجلس الادارة : أحمد أحمد نور

نائب رئيس مجلس الادارة : وليد كساب

رئيس التحرير : محمد عبد العظيم

“زنزانة وزنانة وضجيج مزيف” نجمة عمر علي تكتب عن الحرب

بقلم: نجمة عمر علي

كيف نفهم حرية الفعل الفاقد للإنسانية؟ وبأي معنى يكون التوحيد سبيلاً للخروج من شيطنة الفعل البشري؟ هل النفاق في الدين هو ما يخنق عنق الأمة العربية؟ وهل الوضع في فلسطين مرتبط بحقيقة الفهم للتوحيد؟ غياب العقل الراجح التقي الحق سبب في اندلاع الحرب بالأقصى أم الحرب حق للعدو المتنسم بعقيدته على عكس العرب المسلمين؟ وهل منابر السلطة منابر عفيفة أم هي منابر تضخ بأنفاس الرذيلة؟

كل هذه الأسئلة قد تجد أجوبة لها في هذا المقال بقلم الكاتبة نجمة عمر علي تونسفلسطين.. لعيون المجلس اليوم.

التوحيد في مفهومه الأصلي هو الإيمان بالله الواحد مقابل القول بتعدد الآلهة. تسمية اسم ولد له وتغيير لخاتمة الديانات شرك لا شك فيه. ولكن نرى أن المسيحية واليهودية في تماسك ملفت في الرؤى السياسية والاستماتة في الدفاع عن الكنائس على عكس العرب شبه المسلمين الذين يصمتون أمام تدنيس المساجد بنعال الصهاينة الأوغاد. ليس التسامح مع الديانات الأخرى حجة للسماح بتدنيس أرض القدس ولا المساجد بكامل بقاع الأرض.

الأسئلة العالقة هي: ما مدى تشبثنا كعرب مسلمين بالتوحيد وحقيقته؟ فما نراه من تخريب وتدمير وتجويع وتهميش وتهجير قصري واغتصاب لعذرية الأراضي في السودان وسوريا وفلسطين والعراق وليبيا، أحداث تبعث على الشك في حقيقة فهم المسلمين لمعنى التوحيد. فالتوحيد بمعناه الشامل يوفر أسباب بناء حضارة يعمها الأمن والسلام واسترداد الحقوق وينمي في الإنسان الفاعلية، ويجعل من أعمار الأرض والكون بصفة شاملة صورة من صور العبادة. وبالتالي المفهوم المغلوط للتوحيد سمح للغرب بتجاوز حدوده واقتحامه للأرض التي ليس لهم فيها حق، فسمحوا لهم بالدخول بتعلة الإنسانية ورفض الظلم. يعني أن المشركين باتوا مناصرين للحق على عكس الموحدين. على عكس ما نراه اليوم في عالم المشركين من تطبيق للحق في العيش والبقاء، نرى النساء في الصومال والسودان وسوريا وفلسطين أراضي مغتصبة من ساكني عقر الدار بتعلة الغنيمة في الحرب الأهلية. فهل هكذا هي قيم التوحيد؟ أن تخرب أرضًا تستر أهلك وعرضك؟

وظيفة الموحد هي التعمير وليس التخريب. فلا استغراب من حقارة الصهاينة في مجازرهم وتطهير عرقي للغزاويين وكأن سيناريو “هتلر” يتكرر. ولكن ليس لتطهير الأرض من اليهود هذه المرة. نحن هنا لا ندعو للكراهية ولنبذ الديانات بقدر ما نبرز تشابه الأحداث الغير مبررة. وكأننا أمام تصفية للحسابات وتسديد للديون المتخلدة بذمة العرب على شكل دم ولحم مشوي من أرض “غزة”. أشلاء هي العرب.

شرع الموحدون لكل أصناف العنف تجاه المرأة والوطن. فكتموا صوت الحرية وفعلوا التوحش، وعقروا الإنسانية والأخلاق السمحة، وبوبوا للغش والقهر والعقم في القوانين الجائرة والاستبداد، وتفقير ممنهج للشعوب كما يحصل في مصر الآن. فالتجويع والتفقير ليس نتاجاً للتضخم المالي بقدر التعميق والتجذير لقانون الطبقية والرأسمالية. السياسة المصرية التي اشتهرت برمزية “الراقصة والطبال” في دواوين السياسة وطاولات الميسر، وخصر العانسات و”برأفت الهجان” كرمز للعروبة والفداء أيام السادات وحرب أكتوبر و”سيناء” وهذه الحدود المزعومة بينها وبين أرض السلام.

فعل هذا الوفاء للمعاهدة مع إسرائيل بغلق المعبر وفاء أخلاق الموحدين أم معاهدة سرية تخفي عنا كعرب حقائق مدفونة في غرف النوم لبعض الشخوص، أو بالأحرى في قبو الأرشيف. الأرشيف الملغم بقنابل يدوية موقوتة.

الشعب المصري يخجل من هذا الفعل، أي عدم فتح المعبر الترابي المسيج والمعبد بالملح بتعلة الحفاظ على أمن الشعب القومي. سياسة عقيمة لسلطة عاهرة شبيهة بسلطة باقي الحكام العرب الخونة لإرادة الشعب في حق نيل الشهادة والفداء.

الصمت المريب هنا من قبل الموحدين بالله في ظل احتدام الصراع بين الدول المشركة به حول الاعتراف بدولة فلسطين ككيان مستقل صمت بجعل من المرء يتقزز من دول عربية غاب فيها حق الفعل والنصرة للقضية الفلسطينية.

نحن أمام لعبة سياسية قذرة ممنهجة راح ضحيتها شعب كامل بل شعوب كاملة صرختها مكتومة في ظل سياسة لحكام غير جديرين بالحكم.

وأمام هذا الخنوع والتكاسل والصمت لما نراه من انتهاك لحق البقاء الكريم لشعب ذنبه ولد هناك هل نكون موحدين حقاً؟ أم نحن منافقون في الدين بامتياز في حين يستميت المشركون في افتكاك أرض ليست من حقهم بحجة تطبيق تعاليم ديانتهم؟ فأين نحن كعرب مسلمون من تطبيق شريعة الله في الاستماتة دفاعاً عن حرمة القدس مسرى النبي محمداً صلوات ربي عليه وعلى آل بيته؟ وهل الدفاع عن تلك المقدسات وظيفة الشيعة فقط أم هي وظيفة مشتركة بين أهل السنة والشيعة؟ فكلاهما موحد بالله ولهذا اليوم الصراع محتدم بين الشريعتين. فكيف لنا بتحرير الأقصى ونحن موحدون منافقون؟

عن أحمد شعبان

شاهد أيضاً

القاضية المذنبة

إليكم.. الجزء الثاني من القاضية المذنبة.. بقلم الكاتبة نجمة عمر

. تنشر لكم جريدة عيون المجلس الجزء الثاني من القصة المنتظرة “القاضية المذنبة” للكاتبة نجمة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *