عيون المجلس سياسية ،اقتصادية ،اجتماعية ،ليبرالية شاملة
كتب: عبد الحميد حمزة
على الساحل الشرقي لمصر، حيث يمتد ساحل البحر الأحمر بشعابه المرجانية الفريدة التي تتعرض للخطر سواء من التغيرات المناخية أو الأنشطة البشرية، تُعقد من 1 إلى 5 أغسطس القادم مهرجان علمي بيئي بحري ساحلي بمشاركة أكثر من 25 دولة. ستتجه الأنظار نحو هذا الحدث المهم الذي يهدف إلى تسليط الضوء على التهديدات التي تواجه البيئة الساحلية وتعزيز الاقتصاد الأزرق كحل مستدام.
يؤكد الأستاذ الدكتور ممدوح رشوان على أهمية هذا الحدث، قائلاً: “في ظل التحديات المتزايدة التي تواجهها البيئات الساحلية نتيجة للتغيرات المناخية، والتلوث، والتوسع العمراني غير المنظم، لنا دور محوري وهام في حماية وتعزيز البيئات الساحلية العربية على مر السنوات الماضية والقادمة.”
أهداف المنتدى
يهدف المنتدى السنوي عن البيئة الساحلية، الذي يُعقد تحت عنوان “التغيرات المناخية… قضية الجميع: الاقتصاد الأزرق وفرص لاقتصاد مستدام”، إلى:
- تسليط الضوء على التهديدات المناخية: زيادة الوعي بأهمية اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية البيئة الساحلية.
- تبادل الخبرات والدراسات: جمع نخبة من الخبراء والباحثين وصانعي القرار من مختلف الدول العربية لتبادل أحدث الدراسات والخبرات.
- تمكين الشباب: من خلال برامج التوعية والتدريب وتشجيع مشاركتهم في صناعة القرار.
- تعزيز الاقتصاد الأزرق: كحل مستدام لتنمية المناطق الساحلية بطريقة مسؤولة تحافظ على التنوع البيولوجي وتحقق الرفاهية للأجيال الحاضرة والمستقبلية.
- بناء شراكات فعالة: بين مختلف الجهات المعنية بحماية البيئة الساحلية من حكومات، ومؤسسات المجتمع المدني، والقطاع الخاص، والمنظمات الدولية.
دور البيئات الساحلية
تلعب البيئات الساحلية دوراً حيوياً في حياة الإنسان، حيث تساهم بنحو 1.5 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي سنويًا من خلال السياحة والصيد والنقل البحري. كما تمتص حوالي 30% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن الأنشطة البشرية. ومع ذلك، تواجه البيئات الساحلية العربية عدة تحديات مُلحة تشمل التغيرات المناخية وارتفاع مستويات سطح البحر، والتلوث الناتج عن المخلفات البلاستيكية والملوثات الصناعية، والصيد الجائر.
أهمية المنتدى
تعد إقامة هذا المنتدى في مدينة الغردقة بمصر، تحت رعاية جامعة الدول العربية ووزارة الشباب والرياضة، بمثابة منصة رائدة تجمع الخبراء والباحثين وصانعي القرار والشباب من مختلف الدول العربية والأفريقية لمناقشة حلول مستدامة لتحديات البيئة الساحلية. يعكس هذا الحدث الجهود المبذولة للحفاظ على التنوع البيولوجي وضمان تحقيق الاستدامة البيئية.
نحو مستقبل مستدام
يختم الدكتور ممدوح رشوان حديثه قائلاً: “تبنى الاتحاد دورًا رياديًا في حماية وتعزيز البيئات الساحلية العربية من خلال تنظيم منتدى سنوي عن البيئة الساحلية، بهدف تعزيز الوعي وتبادل المعرفة، وتشجيع الشباب على إيجاد حلول مبتكرة لتحدياتنا البيئية الحالية.”
في ظل الاستنزاف المدمر للموارد في الساحل الشمالي، يأتي هذا المنتدى كجرس إنذار لحماية البيئة الساحلية الشرقية، ويعكس الجهود المستمرة لتعزيز الاقتصاد الأزرق وتحقيق التنمية المستدامة. فهل ستتجه الأنظار من الساحل الشمالي إلى الشرقي للحفاظ على بيئتنا الساحلية التي يهددها الإهمال والأنشطة غير المستدامة؟
