الإثنين ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤

رئيس مجلس الادارة : أحمد أحمد نور

نائب رئيس مجلس الادارة : وليد كساب

رئيس التحرير : محمد عبد العظيم

أخبار عاجلة

هل يغني المال عن العلم؟ الدكتور طارق رضوان يتساءل

بقلم: طارق رضوان

{الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} {صدق الله العظيم}.

بني وطني، لا نريد وطناً للأغنياء فقط، ولا نريد أن تبقى الوطنية محصورة بالفقراء والمهمشين. يُحكى أنه في مواجهة بين العلم والمال، تبختر المال في مشيته وشعر أنه فوق الجميع، فنظر العلم إليه نظرة إشفاق وقال: “هناك أشياء ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، فلا تغتر بجمالك وسطوتك”.

تعجب المال وسأل: “ولماذا لا أفرح والجميع يتنافسون للوصول إلي؟” فأجابه العلم: “إنك بدوني ورقة بلا قيمة”. هنا، تذكر العلم قول سقراط لأحد الملوك عندما أشفق عليه لفقره: “لو عرفت راحة الفقر، لشغلك التوجع لنفسك عن التوجع لي”.

فالمال بيد الجاهل كالسلاح بيد المجنون. لذلك، اختلف موقف الشعراء من المال ومن حمق بعض الأثرياء. ففي أحد التقارير ورد أن ثريًا خليجيًا أنفق ٦ ملايين جنيه إسترليني في إحدى سفرياته لشراء هدايا من متجر هارودز الشهير، وآخر اشترى ساعة بـ ٥ ملايين جنيه إسترليني فقط لندرتها.

ما أروع ما رسمه عدنان الصائغ لصورة الفقير والغني، فيقول: “على رصيف شارع الحمراء… يعبر رجل الدين بمسبحته الطويلة، يعبر الصعلوك بأحلامه الحافية… يعبر السياسي مفخخًا برأس المال. يعبر المثقف ضائعًا، الكل يمر مسرعًا ولا يلتفت للمتسول الأعمى، وحده المطر ينقط على راحته الممدودة باتجاه الله”.

وهنا، يخصص علقمة أبياتًا لنرى منها علاقة المال بطباع بعض النساء، فيقول: “فإن تسألوني بالنساء فإنني بصير بأدواء النساء طبيب
إذا شاب رأس المرء أو قل ماله فليس له من ودهن نصيب”

ومن الشعراء من أنفق ماله في اللهو، ومنهم من أنفقه في العطاء، فيقول حاتم الطائي: “يقولون لي أهلكت مالك فاقتصد، وما كنت لولا ما تقولون سيدا
كلوا الآن من رزق الإله وأيسروا، فإن على الرحمن رزقكم غدا”

ويرى أبا الشمقمق أن المال الدنس يفقد العبادات قيمتها، فيقول: “إذا حججت بمال أصله دنس، فما حججت ولكن حجت العير”

وهنا وصفة علاجية أدبية على لسان صفى الدين الحلي حين يقول إن جمع المال بغرض الاكتناز هو عين الفقر وتعجيل له: “لا تخزنوا المال لقصد الغنى، وتطلبوا اليسرى بعسراكم
فذاك فقر لكم عاجل، أعياذنا الله وإياكم”

والشاعر المخضرم الحطيئة وجد التقوى خيرًا من المال إذا أراد الإنسان كنزًا: “ولست أرى السعادة جمع مال، ولكن التقى هو السعيد”

وختامًا، كما قال رشيد أيوب: “قد يعشق المرء من لا مال في يده، ويكره القلب من كفه الذهب”. حقيقة لو وعاها الجاهلون لما تنافسوا في معانيها ولا احتربوا. ما قيمة الناس إلا في مبادئهم، لا المال يبقى ولا الألقاب والرتب. رزقني الله وإياكم المال الحلال، فإن اعتذاري لمن جاء يسألني ما ليس عندي هو من أشد المصائب.

عن أحمد شعبان

شاهد أيضاً

خراب غزة

“زنزانة وزنانة وضجيج مزيف” نجمة عمر علي تكتب عن الحرب

بقلم: نجمة عمر علي كيف نفهم حرية الفعل الفاقد للإنسانية؟ وبأي معنى يكون التوحيد سبيلاً …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *