عيون المجلس سياسية ،اقتصادية ،اجتماعية ،ليبرالية شاملة
كتبت: إيمان النجار
في ظل التصعيد بين حزب الله اللبناني وإسرائيل، أعلن الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، اليوم الأحد، أن الجماعة قررت تنفيذ هجوم كبير على إسرائيل بشكل منفرد لأسباب لم يكشف عنها. جاء هذا الإعلان بعد فترة طويلة من التحضير والتخطيط، في أعقاب ما وصفه نصر الله بتجاوز إسرائيل “لكل الخطوط الحمر” عقب اعتدائها على الضاحية الجنوبية قبل أسابيع.
عملية “يوم الأربعين” وتكتيكات الهجوم
أطلق حزب الله اسم “يوم الأربعين” على عمليته الأخيرة التي شهدت استهداف عدة مواقع عسكرية في إسرائيل، بما في ذلك قاعدة “غليلوت”، وهي قاعدة مخابرات أساسية قريبة من تل أبيب، بالإضافة إلى عدد من الثكنات والمواقع والقواعد في شمال إسرائيل والجولان. وصرح نصر الله بأن الهجوم شمل إطلاق مئات صواريخ الكاتيوشا والطائرات المسيرة، بهدف إرباك القبة الحديدية والدفاعات الإسرائيلية.
وأكد نصر الله أن حزب الله اختار تنفيذ العملية بشكل منفرد لتجنب استهداف المدنيين في إسرائيل، موضحًا أن التأخير في الرد كان مقصودًا لإعطاء فرصة لمفاوضات التهدئة في غزة. ورغم أن الهجوم الإسرائيلي سبق هجوم حزب الله بنصف ساعة، شدد نصر الله على أن ذلك لم يكن نتيجة معلومات استخباراتية بل نتيجة ملاحظة تحركات عناصر الحزب.
رد إسرائيل وتداعيات التصعيد
في المقابل، شن الجيش الإسرائيلي هجمات جوية مكثفة على أهداف تابعة لحزب الله في جنوب لبنان، فيما وصفها بأنها ضربة استباقية لمنع إطلاق مزيد من الصواريخ نحو شمالي إسرائيل ووسطها. وشارك في الهجوم نحو 100 طائرة حربية إسرائيلية دمرت آلاف المنصات الصاروخية التابعة لحزب الله.
وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل أحد جنود البحرية وإصابة اثنين آخرين في شمال البلاد جراء هجوم حزب الله. وجاء في بيان للجيش أن الجندي ديفيد موشيه بن شطريت (21 عامًا) قُتل أثناء قتال شمال إسرائيل، بينما أصيب الآخرون دون الكشف عن تفاصيل إضافية.
مخاوف من تصعيد واسع النطاق
تصاعدت المخاوف من احتمالية اندلاع حرب شاملة قد تشمل أطرافًا دولية وإقليمية أخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة وإيران. يأتي هذا التصعيد في وقت تسعى فيه الجهود الدولية لتهدئة الوضع في غزة، حيث تخوض إسرائيل حرب إبادة في غزة مع حماس منذ أكثر من 10 أشهر.
وقد يؤثر التصعيد الحالي سلبًا على هذه الجهود، خاصة مع استمرار العمليات العسكرية المكثفة وتبادل الضربات بين حزب الله وإسرائيل. في ظل هذا التوتر المتزايد، يبقى الوضع مفتوحًا على احتمالات متعددة، بما في ذلك إمكانية تمدد النزاع ليشمل جبهات جديدة في المنطقة.
يظل الوضع بين حزب الله وإسرائيل متوترًا مع استمرار التصعيد العسكري من كلا الجانبين. في ظل غياب أي بوادر للتهدئة، يبقى خطر اندلاع حرب شاملة تهدد بجر أطراف دولية وإقليمية إلى النزاع قائما. ومع ذلك، فإن التطورات المقبلة ستعتمد بشكل كبير على التحركات السياسية والدبلوماسية التي قد تسعى إلى احتواء هذا الصراع المتفجر.
