عيون المجلس سياسية ،اقتصادية ،اجتماعية ،ليبرالية شاملة
أول إنزال إسرائيلي شمال لبنان .. ما وراء عملية “البترون”؟
كتب / حامد المعداوي
بعد أكثر من شهر على توسع الصراع في لبنان، غيّرت إسرائيل من تكتيكاتها العسكرية ضد حزب الله في العاصمة بيروت وجنوب البلاد والبقاع شرقًا، وتحركت أقصى الشمال في عملية خاصة أثارت تساؤلات عن دلالتها.
ونفذت قوة “كوماندوز” إسرائيلية فجر الجمعة، إنزالًا على شاطئ البترون شمال لبنان، واختطفت شخصًا كان داخل أحد الشاليهات الخاصة يدعى عماد أمهز.
ونقلت صحيفة “معاريف” العبرية عن الجيش الإسرائيلي قوله إن قوات إسرائيلية اعتقلت مسؤولًا بحزب الله في عمق لبنان.
وبدوره، أعلن وزير الأشغال والنقل اللبناني علي حمية أن الشخص المختطف في البترون قبطان بحري يتابع دراسته في معهد العلوم البحرية التابع للوزارة. وقال حمية إنه فُتِح تحقيق في ملابسات ما حدث.
وأفادت تقارير أن أمهز قيادي في القوات البحرية لحزب الله، واعتقلته القوة الإسرائيلية التي تسللت إلى شاطئ أقصى شمال لبنان فجر الجمعة.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام “رسمية”، إن “أهالي المنطقة في البترون أفادوا بأن قوة عسكرية لم تُعرَف هويتها نفّذت إنزالًا بحريًّا على شاطئ البترون وانتقلت بكامل أسلحتها وعتادها إلى “شاليه” قريب من الشاطئ حيث اختطفت لبنانيًّا كان موجودًا هناك، واقتادته إلى الشاطئ وغادرت بوساطة زوارق سريعة إلى عرض البحر”.
ووفق مراقبين، فإن العملية الإسرائيلية التي جرت في الشمال لها رسائل عديدة، أهمها أن إسرائيل أصبحت قادرة على الوصول إلى أي مكان في لبنان وتنفيذ عملية اختطاف مواطنين.
وثانيًا، أنها للتأكيد من قبل إسرائيل بأنها قادرة على ملاحقة عناصر الحزب ليس في معاقله مثل الجنوب والضاحية ببيروت والبقاع فحسب، بل في المناطق جميعها.
وأثارت هذه العملية استغراب العديد من اللبنانيين الذين تساءلوا عن عدم مقدرة أجهزة الأمن والجيش، التحذير أو اكتشاف الكوماندوز الإسرائيلي في عمليته الأخيرة، خاصة أنها جرت في منطقة بعيدة عن أماكن وجود عناصر حزب الله وأسلحته.
كما تساءلوا عن دور القوة البحرية الألمانية المشاركة في قوات اليونيفيل الأممية، بمراقبة السواحل اللبنانية في تسهيل مهمة القوة الإسرائيلية.
هذه الاتهامات دفعت “اليونيفيل” على لسان الناطق باسمها كانديس أرديل إلى إصدار تصريح فوري بأن القوة الأممية ليس لها أي علاقة في تسهيل أي عملية اختطاف أو انتهاك للسيادة اللبنانية.
