كتب: محمد إبراهيم
شهدت سوريا تصعيدًا ميدانيًا حادًا، حيث أطلق قيادي في المعارضة السورية دعوة صريحة لكبار ضباط الجيش السوري للانشقاق، مع تقدم ميداني ملحوظ للفصائل المسلحة في مناطق متعددة. تأتي هذه التطورات وسط تغيرات عسكرية وسياسية تعيد رسم ملامح المشهد السوري.
دعوات للانشقاق وتقدم الفصائل
القيادي في المعارضة السورية حسن عبد الغني دعا كبار ضباط الجيش السوري للانشقاق، مشيرًا إلى أن سقوط مدينة حمص بات وشيكًا بعد انضمام مئات الجنود لصفوف المعارضة. وفي تطور ميداني آخر، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية سيطرتها على معبر البوكمال الاستراتيجي، بينما انسحبت القوات الحكومية من دير الزور نحو المناطق الوسطى.
معارك السويداء وتداعياتها
شهدت السويداء اشتباكات عنيفة بين فصائل محلية وقوات الأمن السوري، ما دفع الأردن إلى إغلاق معبر جابر الحدودي لدواعٍ أمنية. ووصف الخبير العسكري محمود عبد السلام مدينة حمص بأنها “أم المعارك”، مشيرًا إلى أهميتها الجغرافية والاستراتيجية في ربط جنوب سوريا بشمالها.
الدعم الإقليمي وأبعاد الصراع
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دعمه للفصائل المعارضة، في حين كثفت إيران دعمها العسكري للجيش السوري من خلال إرسال مستشارين ومعدات متطورة. وعلق جاسم محمد، رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب، على هذه التحركات قائلاً: “تركيا وإيران هما اللاعبان الأساسيان في سوريا، ولكل منهما أهدافه الخاصة”.
ظهور الجولاني ورسائل سياسية جديدة
ظهر زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني بمظهر جديد، معلنًا عن رغبته في تشكيل حكومة مؤسساتية. رأى المحللون أن هذا الظهور يهدف إلى تقديم الجولاني كزعيم سياسي بديل، مستفيدًا من الظروف الحالية ودعم بعض الأطراف الإقليمية.
خطر التقسيم والمشروع الإقليمي
حذر الخبراء من أن التقسيم هو الخطر الأكبر الذي يهدد سوريا اليوم، مشيرين إلى أن الأوضاع في الشمال الشرقي والجنوب تؤكد وجود محاولات جادة لتنفيذ مخطط تقسيمي. وقال عبد السلام: “ما يحدث في سوريا هو امتداد لخطة الشرق الأوسط الجديد، مما يستدعي تحركًا دوليًا وإقليميًا عاجلاً”.
الأفق السياسي ومستقبل سوريا
رأى جاسم محمد أن الولايات المتحدة تستخدم الفصائل المعارضة كأداة مرحلية للضغط على دمشق وتقويض النفوذ الإيراني، لكنه استبعد أن تمنح هذه الفصائل دورًا دائمًا في مستقبل سوريا. ومع استمرار التصعيد، يبقى الحل السياسي الشامل هو الخيار الأمثل لتجنب تقسيم البلاد واستمرار الصراع.