كتبت: تغريد نظيف
أكد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، أن قضية الإلحاد باتت ظاهرة بارزة تتطلب مواجهة فكرية عميقة ومنظمة. وأوضح خلال كلمته في مؤتمر جمعية الفلسفة الإسلامية، أن ظاهرة الإلحاد بدأت تظهر بشكل لافت منذ عام 2005 وازدادت تأثيرًا في عام 2011. وأشار إلى أن الفكر الإلحادي ليس بجديد، بل شهد التاريخ موجات مماثلة منذ ثلاثينيات القرن الماضي.
محاولات فلسفية حديثة وتأثيرها على الفكر الإلحادي
تناول الأزهري في كلمته محاولات فلسفية حديثة للتعامل مع قضية الإلحاد، مشيرًا إلى جهود مفكرين مثل وليام ورنر، الذي ركز على الدفاع عن الإيمان المشترك بين المسلمين والمسيحيين، وأفكار داروين وأبوالروبي. وأكد أن هذه التيارات أسهمت في تأجيج ظاهرة الإلحاد، معتبراً أن الملحد يفتقد لاستيعاب أبعاد إنسانيته الكاملة.
فلسفة اللانهاية وتجديد الفكر الإلحادي الحديث
تطرق الأزهري إلى فلسفة “اللانهاية” التي ظهرت في روسيا، مستعرضًا تطور الفكر الإلحادي عبر العصور، بدءًا من ديكارت الذي حاول إثبات وجود الله بالعقل، وصولاً إلى تيارات نيتشه التي أعادت تشكيل الفكر الإلحادي الحديث.
الاستفادة من إرث الفلاسفة المسلمين
اختتم الأزهري كلمته بالدعوة إلى الاستفادة من إرث الفلاسفة المسلمين، مثل الغزالي والرازي وابن رشد، الذين قدموا معالجة فكرية عميقة لهذه القضايا. كما شدد على ضرورة بناء منظومة عقلية قادرة على التصدي للهجمات الفكرية الإلحادية. وأشار إلى لقاءاته مع بابا الفاتيكان لبحث سبل التعاون في هذا الإطار، بما يعزز التفاهم الفكري ويواجه تحديات الإلحاد.