كتب: محمد إبراهيم
أعلنت كل من النمسا وألمانيا، الإثنين، تعليق طلبات اللجوء المفتوحة للسوريين، وذلك عقب سيطرة مقاتلي المعارضة على العاصمة دمشق وإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد.
النمسا: برنامج لترحيل السوريين
قالت وزارة الداخلية النمساوية في بيان لها: “بدءًا من الآن ستتوقف إجراءات اللجوء المفتوحة للمواطنين السوريين”، مؤكدة أنه تم إصدار تعليمات لإعداد برنامج ترحيل منظم إلى سوريا. ويعيش في النمسا حوالي 100 ألف سوري، بينما ينتظر الآلاف منهم حسم طلبات اللجوء التي قدموها في السنوات الأخيرة.
ألمانيا: تعليق طلبات اللجوء حتى إشعار آخر
من جانبه، أعلن متحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية أن المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين علق جميع طلبات اللجوء المقدمة من السوريين حتى إشعار آخر، في انتظار وضوح المشهد السياسي في سوريا. وأضاف: “لن يتم النظر في أي طلب لجوء إلى أن تتضح التطورات في سوريا التي خرجت لتوها من حرب أهلية استمرت 13 عامًا”.
أرقام اللاجئين السوريين في ألمانيا
تستضيف ألمانيا أكثر من 800 ألف سوري، جاء معظمهم خلال موجة اللجوء الكبرى في عام 2015 بعد قرار المستشارة السابقة أنجيلا ميركل بفتح الحدود لأكثر من مليون طالب لجوء. ووفقًا للمكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين، بلغ عدد طلبات اللجوء للسوريين هذا العام 72,420 طلبًا، بينما لم يُبت في نحو 47,270 طلبًا آخر.
تأثير الانتخابات المقبلة واستطلاعات الرأي
جاء هذا القرار قبل الانتخابات المبكرة المقررة في فبراير المقبل، وسط تصدر الأحزاب اليمينية المتطرفة والمحافظة لاستطلاعات الرأي. وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة “إنفراتست” أن الهجرة تمثل ثاني أكبر مشكلة تواجه الألمان، مما يشير إلى تصاعد الضغوط السياسية لاتخاذ قرارات صارمة بشأن اللاجئين.
تصريحات سياسية مؤيدة
علق ماركوس زودر، زعيم المحافظين في بافاريا، على القرار قائلاً: “ليس هذا فحسب، بل يتعين علينا أن نفكر في كيفية إعادة عدد أكبر من الناس إلى وطنهم السوري”. وأكد أن القرار يأتي استجابة للمخاوف المتزايدة لدى الرأي العام.
مرحلة جديدة للسوريين في أوروبا
يمثل تعليق طلبات اللجوء وإعداد برامج الترحيل تحولًا كبيرًا في سياسة اللجوء الأوروبية تجاه السوريين، ما يفتح الباب لتحديات إنسانية وقانونية جديدة. كما يضع اللاجئين السوريين أمام واقع معقد يتطلب حلولًا دولية تعيد التوازن بين احتياجاتهم الإنسانية ومتطلبات الدول المضيفة.