كتب: محمد إبراهيم
ما زالت منطقة سقارة الأثرية تبهر العالم باكتشافاتها الجديدة، حيث أعلنت البعثة الأثرية المصرية اليابانية المشتركة، التابعة للمجلس الأعلى للآثار وجامعة كانازاوا اليابانية، عن العثور على مصاطب ومقابر ودفنات تعود إلى فترات زمنية مختلفة، ما يعكس أهمية هذه المنطقة كواحدة من أبرز مواقع التراث الفرعوني.
وأعرب شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، عن تقديره للمجهودات المبذولة من قبل البعثات الأثرية المصرية والأجنبية في استكشاف المزيد من أسرار الحضارة المصرية القديمة. وأوضح أن هذه الاكتشافات تمثل إضافة مهمة إلى سجل التراث العالمي، وتسهم في تعزيز مكانة مصر على خريطة السياحة الأثرية الدولية.
من جانبه، أكد الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن الاكتشاف الجديد يشير إلى أن جبانة سقارة تمتد لمساحة أكبر مما كان معروفًا، موضحًا أن العثور على دفنات تعود إلى أوائل عصر الأسرة الثامنة عشر يدل على استخدام سقارة كجبانة للدولة الحديثة بعد طرد الهكسوس واستعادة مدينة ممفيس كعاصمة لمصر.
وأشار محمد عبد البديع، رئيس قطاع الآثار المصرية، إلى أن المقابر المكتشفة تعود إلى عصر الأسرتين الثانية والثالثة، وتتكون من مصاطب طينية ومقابر منحوتة في الصخر، تحتوي على بئر محصن ومداخل محاطة بسدود حجرية. كما تم العثور على عدة أوعية أثرية تشمل طبقًا من الألباستر ووعاءً إسطوانيًا يعود إلى أواخر الأسرة الثانية وأوائل الأسرة الثالثة.
من جانبه، أوضح الدكتور نوزمو كاواي، رئيس البعثة اليابانية، أن الفريق قام بأعمال ترميم وتنظيف للكتاكومب اليوناني الروماني الذي تم اكتشافه في مواسم سابقة، حيث عُثر على بقايا آدمية محنطة ونماذج تيراكوتا لمقاصير جنائزية ورؤوس للآلهتين إيزيس وأفروديت، بالإضافة إلى كسرات من توابيت خشبية وقطع فخارية.
وأعلنت البعثة الأثرية أنها ستواصل أعمالها خلال الموسم المقبل لاستكمال استكشاف هذه المنطقة الأثرية الغنية ومحاولة فك المزيد من أسرارها، في ظل اهتمام عالمي متزايد بما تحمله سقارة من إرث تاريخي فريد يعكس عبقرية الحضارة المصرية القديمة.