
كتب/ عمرو موسى
في تصعيد جديد قد يؤثر على العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أن بلاده ستتخذ إجراءات عقابية تشمل فرض عقوبات ورسومًا جمركية إذا لم تلتزم المكسيك بإرسال كميات المياه المتفق عليها بموجب معاهدة مياه عمرها 81 عامًا.
تفاصيل المعاهدة والتزاماتها
تعود الاتفاقية إلى عام 1944، وتنص على أن المكسيك ملزمة بتزويد الولايات المتحدة الأمريكية بـ1.75 مليون فدان من المياه كل خمس سنوات، يتم نقلها عبر نهر ريو جراندي باستخدام شبكة معقدة من السدود والخزانات.
علماً أن فداناً واحداً من المياه قادر على ملء نصف حوض سباحة أولمبي، مما يوضح حجم الكمية المتفق عليها.
التقصير المكسيكي وتأثيراته
لكن بحسب لبيانات لجنة الحدود والمياه الدولية، لم ترسل المكسيك في هذه الدورة سوى 30% فقط من الكمية المقررة.
هذا التقصير دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى مهاجمة الحكومة المكسيكية عبر منصته “تروث سوشيال”، مطالبًا بتسليم 1.3 مليون فدان إضافية من المياه تدين بها ولاية تكساس وطبقا للمعاهدة.
رد المكسيك وتبريراتها
من جانبها، ردت رئيسة المكسيك، كلوديا شينباوم، بأن بلادها لا تتهرب من التزاماتها، لكنها مرت بثلاث سنوات متتالية من الجفاف أثرت بشكل كبير على الموارد المائية.
وأضافت رئيسة المكسيك أن الحكومة المكسيكية تسارع الآن لوضع خطة لتعويض الكميات الناقصة.
التوترات المحتملة والتداعيات
وبينما أفادت وكالة “رويترز” بأن الحكومة المكسيكية تسارع الآن لوضع خطة لتعويض الكميات الناقصة، يزداد القلق من احتمال تنفيذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهديداته، خاصة أن الولايات المتحدة الأمريكية أوفت بجانبها من الاتفاق، حيث أرسلت 1.5 مليون فدان من المياه إلى المكسيك من نهر كولورادو، رغم تعرضها هي الأخرى لأزمة جفاف بفعل التغير المناخي.
هل ستؤدي أزمة المياه إلى توتر أكبر بين الجارين؟
يبقى التساؤل قائمًا حول ما إذا كانت هذه الأزمة ستؤدي إلى توتر أكبر في العلاقات بين الولايات المتحدة والمكسيك، خاصة مع التهديدات الأمريكية بفرض عقوبات ورسوم جمركية.
هل ستتمكن المكسيك من الوفاء بالتزاماتها في ظل الظروف المناخية الصعبة؟ وما هو تأثير ذلك على الاقتصاد والسياسة في كل من البلدين