رئيس مجلس الادارة : أحمد أحمد نور

نائب رئيس مجلس الادارة : وليد كساب

رئيس التحرير : محمد عبد العظيم

أخبار عاجلة

من ليستر إلى ميونيخ.. كين يصنع النهاية السعيدة لحكاية اللاعب المجتهد

كتب: محمد الطايفي

مع اقتراب عقارب الساعة من منتصف الليل في ميونيخ، ظهر النجم الإنجليزي هاري كين في غرفة مقابلات متواضعة أسفل مدرجات ملعب “أليانز أرينا”، في مشهد يتناقض كلياً مع أجواء الاحتفالات الصاخبة بالخارج، حيث حسم بايرن ميونيخ لقب الدوري الألماني للمرة الرابعة والثلاثين في تاريخه. غير أن ما لفت الأنظار لم يكن الميدالية الذهبية فقط، بل تلك النظرة الجديدة في عيني كين، بعد أن تلاشت ملامح الإحباط التي اعتادت أن تلازمه في مثل هذه اللحظات.

بابتسامة واثقة، قال كين: “لقد كانت ليلة طويلة… وهذه مجرد البداية”.

شارك كين فرحته مع زوجته كاتي وأطفاله الثلاثة، إضافة إلى تيم شيروود، مدربه السابق في توتنهام، وجون ماكديرموت، المدير الفني للاتحاد الإنجليزي، الذين حرصوا على مشاركته لحظة التتويج. كانت لحظة استثنائية لرجل طالما ارتبط اسمه بالفشل في اللحظات الحاسمة.

فرغم الأرقام القياسية التي سجلها كين، سواء مع منتخب إنجلترا أو مع توتنهام، ظل يُنظر إليه على أنه “الخاسر النبيل”، بعد خساراته المتكررة في النهائيات، سواء في كأس أوروبا أو دوري أبطال أوروبا أو كأس رابطة المحترفين.

وقال كين: “من الرائع أن أكون أخيراً على الجانب الآخر. لطالما شاهدت الآخرين يرفعون الكؤوس، واليوم أعيش هذا الشعور بنفسي”.

وفي أجواء مليئة بالحماس، طارد كين زميله إريك داير في محاولة لإغراقه بكأس من النبيذ، لكنه وقع هو الآخر ضحية لزميله غوريتسكا، في احتفال بافاري تقليدي. “هذا هو ما جئت من أجله إلى ألمانيا”، علّق كين ضاحكاً.

وأضاف: “التتويج لا يغيرني كلاعب، لكنه كان حلقة ناقصة في مسيرتي. لقد كان عبئاً ثقيلاً، وكنت أضع على نفسي ضغطاً كبيراً، حتى بدأت أتساءل: هل سأفوز يوماً ما؟”.

وتابع: “رحيلي عن توتنهام لم يكن سهلاً. كان بإمكاني البقاء ومواصلة تسجيل الأهداف، لكنني أردت تحدياً جديداً، أردت أن أرى إلى أي مدى يمكنني الوصول، وأن أشارك في مباريات كبرى. واليوم، هذه مجرد بداية لشيء مميز”.

خلال الاحتفال، كان كين محاطاً بعائلته، باستثناء طفله الأصغر الذي كان نائماً في المنزل. أما ابنه لويس، فقد شاركه فرحة التتويج بركلة جزاء أمام الجماهير. “لقد خاف قليلاً من الضجيج، لكنه سيعتاد على ذلك… هذه هي الذكريات التي لا تُنسى”.

مسيرة كين لم تكن مفروشة بالورود. في بداية مشواره، لم يُظهر ما يلمح إلى عظمته الحالية، حيث فشل في فرض نفسه خلال إعارتيه لنوريتش سيتي وليستر سيتي، وكان عرضة للسخرية حين كان يتدرب منفرداً بعد الحصص التدريبية.

واسترجع كين تلك اللحظات قائلاً: “ما زلت أتذكر ضحك البعض عندما كنت أتمرن على التسديد بعد التدريبات. هذه اللحظات الصغيرة صنعت الفارق. ما يحدث خلف الكواليس يصنع من اللاعب بطلاً”.

وأشار كين إلى أنه تأثر كثيراً بمسيرة أسطورة كرة القدم الأميركية توم برادي، قائلاً: “قصته ألهمتني، شعرت أننا متشابهان. لا أحد توقّع له ما حققه، وأنا أعتقد أن الناس يتعاطفون مع قصتي لأنها تُجسد معنى العمل الجاد وعدم الاستسلام”.

وأكد النجم الإنجليزي أن هذا ما يدفعه اليوم لدعم قضايا الصحة النفسية من خلال مؤسسته الخيرية، خاصة للشباب الذين يعانون في ظل الضغوط المتزايدة لعصر الهواتف الذكية ومواقع التواصل. وقال: “الرحلة لم تكن سهلة، وعلينا أن نُدرك أن الحياة مليئة بالصعود والهبوط. أهم شيء أن لا نستسلم أبداً”.

ورغم التتويج الأول، يعلم كين أن الانتقادات لن تتوقف. “في كرة القدم، هناك دائماً من يقول: فزت بهذا، لكنك لم تفز بذاك. لذلك سأواصل العمل… لكن أياً يكن ما سيقال، ليلة التتويج في ميونيخ ستبقى محفورة في ذاكرتي إلى الأبد”.

عن أحمد شعبان

شاهد أيضاً

لامين ورافينيا يقودان برشلونة لريمونتادا تاريخية أمام ريال مدريد!

لامين ورافينيا يقودان برشلونة لريمونتادا تاريخية أمام ريال مدريد!

كتب: محمد الطايفي حسم فريق برشلونة الإسباني كلاسيكو الأرض لصالحه، بعدما حقق فوزًا مثيرًا على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *