الطريق الملعون؟.. قتلى جدد على الإقليمي بعد أسبوع من أسوأ حوادث العام

كتب: أحمد شعبان

لقي 9 أشخاص مصرعهم وأصيب 11 آخرون في حادث تصادم مروع وقع، صباح السبت، بين سيارتين ميكروباص على الطريق الإقليمي الجديد بمحافظة المنوفية، في مشهد صادم أعاد إلى الأذهان مأساة حادث الأسبوع الماضي الذي أودى بحياة 19 عاملة يومية.

وأكدت وزارة الصحة والسكان المصرية، في بيان رسمي، أن الحصيلة الأولية للحادث أسفرت عن 9 وفيات، بينما نُقل المصابون إلى مستشفى الباجور التخصصي لتلقي الرعاية الطبية، حيث جرى الدفع بـ18 سيارة إسعاف مجهزة أحدثت استجابة عاجلة ساهمت في سرعة إسعاف الضحايا.

شهادات الناجين: تحذيرات من السرعة الزائدة

كشف مصطفى مهند، طفل مصاب كان على متن أحد الميكروباصين، أن السائق كان يقود بسرعة كبيرة رغم مناشدات الركاب له بتهدئة السرعة. وأضاف: “شعرت بالنوم فجأة ثم اصطدمنا، وسمعت الركاب يقولون (هدي السرعة)، لكن السائق لم يستجب”.

من جانبه، أوضح المصاب عادل فتحي أن السائق لم يكتفِ بالسرعة الزائدة، بل اصطدم بالسيارة من الخلف بشكل عنيف، مضيفًا: “لم أشعر بشيء بعدها، واستيقظت في المستشفى”.

وأكد عبد الله سامي، أحد المصابين، أن الركاب حاولوا مرارًا إقناع السائق بتخفيف سرعته: “بعد دخولنا الطريق الإقليمي شعرنا بالسرعة الزائدة، وطلبت منه التهدئة، ثم حاول المرور بين سيارتي نقل فانقلبنا. أغلب الركاب ماتوا وكان عددهم زائدًا عن الحمولة”.

تفاصيل التحقيقات الأولية: خطأ مفاجئ بلا شبهة جنائية

كشفت التحقيقات الأولية أن الحادث وقع عندما اصطدمت إحدى السيارتين الميكروباص بحافة الرصيف “البلدورة” على يسار الطريق، ما أدى إلى انحرافها بشكل مفاجئ نحو اليمين.
وفي لحظة خاطفة، جاءت السيارة الأخرى مسرعة من الخلف واصطدمت بها بقوة، ما أسفر عن هذا العدد الكبير من الضحايا.

أكدت التحريات أيضًا أن رخص السيارتين كانت سارية دون مخالفات مرورية أو حمولة زائدة موثقة، مرجحة أن السبب يعود إلى خطأ مفاجئ في القيادة، مع استبعاد الشبهة الجنائية حتى الآن.

ضحايا ومآسي إنسانية.. بين بدلة الفرح والموت المفاجئ

أثار الحادث موجة حزن عارمة، خاصة بعد الإعلان عن وفاة السائق عبد اللطيف عبد الجليل، الذي ظهر قبل أيام قليلة مرتديًا بدلة الفرح، ما جعل وقع الفاجعة أشد قسوة على أهله ومحبيه.

كما لقي أمين شرطة من الإدارة العامة للحراسات الخاصة مصرعه خلال الحادث، في وقت لا تزال فيه حالة بعض المصابين حرجة.

استجابة عاجلة وتوجيهات حكومية

أصدر وزير الصحة والسكان خالد عبدالغفار توجيهاته الفورية برفع حالة الطوارئ القصوى في المستشفيات المحيطة وتوفير كافة أوجه الرعاية الطبية والنفسية للمصابين وأسر الضحايا، مؤكدًا استمرار المتابعة الدقيقة لحالة المصابين حتى استقرارهم التام.

كما توجه محافظ المنوفية إلى المستشفى للاطمئنان على المصابين، في مشهد إنساني حاول التخفيف من هول الكارثة.

الأجهزة الأمنية: ضبط السائقين ومتابعة التحقيقات

تلقت غرفة عمليات النجدة بلاغًا من الأهالي يفيد بوقوع التصادم العنيف على الطريق الإقليمي، في الاتجاه المؤدي إلى الإسكندرية الصحراوي.
وانتقلت قوات الأمن بسرعة لتأمين الموقع ورفع الحطام وإعادة حركة المرور لطبيعتها، فيما استمرت عمليات فحص وتوثيق ملابسات الحادث.

وفي حادث آخر الأسبوع الماضي بنفس الطريق، لقي 19 شخصًا مصرعهم أغلبهم فتيات صغيرات، ما يثير تساؤلات عن إجراءات السلامة والرقابة على السرعات في هذا القطاع الحيوي.