
كتبت: سماح علي حامد
في واقعة مثيرة هزّت الرأي العام المحلي، أنهت السلطات المغربية، مساء الجمعة، اعتصامًا نفذه رجل يبلغ من العمر نحو 45 عامًا، بعدما أقدم على تسلّق خزان مياه مرتفع في الجماعة الترابية أولاد يوسف بإقليم بني ملال، واحتج لعدة أيام في ظروف بالغة الخطورة.
وأعلنت السلطات المحلية، في بيان رسمي، أن الشخص المحتج ألقى بنفسه من أعلى الخزان بعدما لف حبلاً حول عنقه، مما استدعى نقله بشكل عاجل إلى المستشفى الجهوي ببني ملال، حيث يرقد حاليًا في قسم العناية المركزة.
وأشارت الجهات المعنية إلى أن جميع محاولات الحوار والإقناع فشلت على مدار أيام الاعتصام، رغم حضور عدد من أقاربه وممثلين عن اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان، الذين سعوا لإقناعه بالتراجع مقابل وعود ببحث مطالبه وفق الإجراءات القانونية المعتمدة.
لكن الاحتجاج تطور لاحقًا إلى سلوك عنيف؛ إذ قام المعتصم بخداع عناصر الوقاية المدنية، مدّعيًا تعرضه لوعكة صحية، ليستدرج اثنين منهم إلى الأعلى، حيث احتجز أحدهم واعتدى عليه باستخدام أداة حادة، ثم دفعه من أعلى الخزان، ما تسبب في إصابته بكسور خطيرة تطلبت تدخلاً جراحيًا عاجلاً.
وعلى خلفية ذلك، تدخلت وحدات الدرك الملكي لمحاصرته وإنهاء الاعتصام، بعدما أصبح يُشكل خطرًا على نفسه وعلى الآخرين، إلا أنه واجه القوات بمقاومة عنيفة مستخدمًا آلات حادة وراضة وألقى الحجارة. وبعد محاصرته، ألقى بنفسه من الخزان رغم وضع وسادة مطاطية أسفل البرج في محاولة لإنقاذه.
وأفادت السلطات بأنه تم فتح تحقيق قضائي بإشراف من النيابة العامة المختصة، للكشف عن كافة ملابسات الواقعة، وظروف التصعيد الخطير الذي شهده الاعتصام، والذي تحول من احتجاج فردي إلى تهديد مباشر لحياة المواطنين وعناصر الإنقاذ.