الإثنين ٤ أغسطس ٢٠٢٥

رئيس مجلس الادارة : أحمد أحمد نور

نائب رئيس مجلس الادارة : وليد كساب

رئيس التحرير : محمد عبد العظيم

أخبار عاجلة

زياد الرحباني يغادر مسرح الحياة.. والفن اللبناني يفقد أحد أعمدته

كتب: أحمد شعبان

صُدم الوسط الفني في لبنان والعالم العربي صباح السبت، برحيل الموسيقار اللبناني زياد الرحباني عن عمر ناهز 69 عامًا، بعد صراع طويل مع مرض تليف الكبد، خضع خلاله للعلاج في مستشفى خوري بمنطقة الحمرا في بيروت. وأكد الطبيب الشرعي أن الوفاة طبيعية، وسط توافد عدد كبير من محبيه وأصدقائه إلى محيط المستشفى، في وقت لم تحضر فيه أسرته حتى لحظة كتابة التقرير.

وقد كشفت مصادر إعلامية عن أن مراسم الجنازة والدفن ستُجرى بهدوء بعيدًا عن عدسات الإعلام، احترامًا لرغبة العائلة، على أن يقتصر الحضور على الأقارب والمقربين.

فيروز بين الألم والفقد

كشفت تقارير لبنانية أن المطربة الكبيرة فيروز، والدة زياد، دخلت في حالة من الانهيار والصدمة عقب تلقيها نبأ وفاته. وأفادت الأنباء أن فريقًا طبيًا توجه إلى منزلها فور انتشار الخبر لمتابعة حالتها الصحية والنفسية، وسط حالة حزن شديد خيّمت على محيط العائلة.

زياد وفيروز.. علاقة تتجاوز الفن والدم

لم تكن العلاقة بين زياد الرحباني ووالدته مجرد صلة قرابة، بل كانت شراكة فنية استثنائية أعادت رسم ملامح مسيرة فيروز الموسيقية. وكانت بدايته معها في سن الخامسة عشرة، عندما لحّن لها أغنية “سألوني الناس” أثناء مرض والده عاصي الرحباني. رغم اعتراض عاصي حينها، إلا أن نجاح الأغنية غيّر نظرته، ليرى في زياد امتدادًا لإرث الرحابنة.

ومنذ تلك اللحظة، تشكّل ثنائي مبدع غيّر فيروز وأعاد تقديمها برؤية موسيقية أكثر تطورًا وحداثة. ومن أبرز أعماله معها: البوسطة، كيفك إنت، عندي حنين، قهوة، وعودك رنان، ضاق خلقي، وغيرها الكثير، مؤسسًا بذلك لخط موسيقي لا يشبه أحدًا سواه.

فنان خارج السرب

زياد لم يكن مجرد ملحن. كان فيلسوفًا موسيقيًا، مسرحيًا ساخرًا، ومفكرًا متمردًا على القوالب التقليدية. عُرف بموسيقاه التي تُشبه بيروت: مشاغبة، مدهشة، حزينة، ولكنها صادقة. عبر مسيرته، قدم أعمالًا نقدية حادة تلمس وجع المواطن اللبناني والعربي، وتصرخ في وجه الحرب، الطائفية، والسياسات القمعية.

جدل سياسي لا ينتهي

لم تكن حياة زياد الفنية مفصولة عن السياسة، بل كان صوته عاليًا دائمًا، يتخذ مواقفًا جريئة دون حسابات شعبية. من دعمه للنظام السوري واعتباره بشار الأسد “الصامد الأكبر”، إلى تعبيره عن إعجابه بحزب الله كسلاح مقاومة، أثار العديد من العواصف الإعلامية، مما أدى إلى حملات مقاطعة في أكثر من مناسبة.

كما فجّر جدلًا كبيرًا حين تحدث عن إعجاب والدته فيروز بالأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، ما تسبب بغضب واسع، خصوصًا أن فيروز اشتهرت بتجنب الخوض في أي انتماء سياسي علني.

وداعًا زياد.. الصوت الذي لن يصمت

نعى عدد من الفنانين والمثقفين الموسيقار الراحل، حيث كتب الفنان جورج وسوف: “أعمالك ستبقى خالدة وفنك العظيم بالقلب والفكر على مر الأجيال”. بينما قال الكاتب عبد الرحيم كمال: “رحل موسيقي كان الأهم من والده وعمه… زياد لم يكن مجرد اسم، كان عقلًا، وكان وجعًا، وكان حرية”.

برحيل زياد، فقدت فيروز ابنها، وفقدت بيروت عقلها الموسيقي، وفقد العالم العربي آخر الأصوات الصادحة التي قاومت الحرب بالنوتة، والطائفية بالمسرح، والتكلس بالسخرية.

رحل زياد.. لكن فنه سيبقى حيًا في أرواحنا، يوقظ الوعي، ويثير الأسئلة، ويمنح الموسيقى معنى لا يُنسى.

عن أحمد شعبان

شاهد أيضاً

المسلماني: نحن بحاجة للاصطفاف الوطني والتماسك الاجتماعي أكثر من أي وقت مضي

كتبت/ مروة الجبار أدلى الكاتب أحمد المسلماني رئيس الهيئة الوطنية للإعلام بصوته في لجنة كلية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *